اختتمت عروض مهرجان أيام المسرح للشباب، أمس ، على مسرح حمد الرجيب بالمعهد العالي للفنون المسرحية. وجاء الختام قوياً ومبهجاً رغم المأساة، من خلال مسرحية «صورة عائلية»، التي قدَّمت صورة واعدة للمسرح في الكويت، بعمل أعلن للجمهور انطلاق جيل شبابي قادم بحماس وخبرة وموهبة حقيقية.

تصدى للمسرحية المخرج المبدع وصائد الجوائز هاني الهزاع، الذي حصد في الدورة السابقة للمهرجان جائزة أفضل عرض مسرحي متكامل، إلى جانب 4 جوائز أخرى، هي: أفضل ممثلة دور أول، وأفضل أزياء، وأفضل ديكور، وأفضل إضاءة. ويبدو أنه يستعد هذه الدورة لاقتناص عدد من جوائز المهرجان، المقرر إعلانها اليوم في حفل ختامي ضخم يشهد تكريم «سندريلا الشاشة الخليجية» الفنانة سعاد عبدالله شخصية المهرجان.

Ad

أزمة اللاجئين

تناولت مسرحية «صورة عائلية» أزمة اللاجئين، وهي قضية إنسانية تلامس القلوب، حيث استطاعت الكاتبة مريم نصير، من خلالها نصها الدرامي المتقن، نقل مشاعر وآلام تلك التجربة إلى جمهور المسرح، الذي صفق من فرط الألم حين كانت تصرخ الأم، بطلة العمل، وتتمزق أحشاؤها، قلقاً على أبنائها حين اضطرت للتضحية بهم، من أجل إنقاذهم من الفقر والجوع والضياع وبرد الشتاء القارس، الذي يلتهمهم داخل المخيمات الباردة منزوعة الدفء.

ورغم قدرته على الإبحار بعيداً عن النص، كما فعل في مسرحية «طاهرة» بالمهرجان الماضي، حيث قدَّم رؤيته الإخراجية المتفردة، والتي أضافت للنص بُعداً فنياً جديداً، فإن المخرج هاني الهزاع التزم في «صورة عائلية» بما قررته مريم نصير، ربما لقدرتها الكبيرة البالغة على صياغة الألم، وربما لأن التناغم الفني بينهما جعلهما يلتقيان على خشبة واحدة تألق فوقها صُناع العمل بأدواته، لاسيما فريق العمل من الممثلين والفنيين، ما نتج عنه عمل مسرحي متكامل إلى حد كبير.

فريق العمل

جسَّد أدوار البطولة في «صورة عائلية»: سماء العجمي، ومحمد الكليبي، وماجد البلوشي، وبدر الهندي، وعلي المهيني، ومحمد الزنكي، والديكور تصميم محمد بهبهاني، وتصميم الإضاءة عبدالله النصار، والأزياء طلال الفريحي، وماكياج عبدالعزيز الجريب، وتدقيق لغوي د. أيمن الخشاب، وموسيقى ومؤثرات صوتية للفنان بدر الشعيبي، وهو أيضاً منتج العمل ورئيس مجلس إدارة شركة ترند المنتجة، وساعد في الإخراج عبدالعزيز العنزي وأحمد أبل ومحمد جواد الشطي، إشراف عام عبدالرحمن اليحيوح، وإخراج هاني الهزاع.

من جانبه، قال هاني الهزاع، في تصريح لـ «الجريدة»: «سعادتي بسعادة الجمهور لا توصف، ورغم أنني عادة ما أثور على النص، لكنني أعتقد أنني التزمت بجميع ما كتبت مريم نصير، وإن كنت في الوقت نفسه قدمت ما يجول بداخلي، كمشاعر ورؤية فنية للنص. أنا أحب الدراما على المسرح، وربما السوداوية أيضاً، طالما نضحت بالفن والإبداع والرسالة، ولها هدف ومغزى راقٍ، خصوصاً في مثل تلك القضايا الإنسانية، كأزمة اللاجئين، ومن رحم تلك المأساة ننتج فناً حقيقياً يصل للجمهور. أما الجوائز، فهي تسعدنا جميعاً من دون شك، لاسيما بعد أن حصلت العام الماضي على جائزة أفضل عرض متكامل. لديَّ طموح للفوز، لكن طموحي الأكبر هو النجاح والتأثير، وهذا التفاعل الكبير من الجمهور والحفاوة التي تلقوا بها المسرحية، فهذه هي الجائزة الكبرى».

بدورها، أكدت الكاتبة مريم نصير لـ «الجريدة»، أن «أزمة اللاجئين لامستني، فهي قضية إنسانية مؤلمة، وتهم الجميع، أما هاني الهزاع فهو مخرج متألق، ورغم حُبي لما أكتب، لم أقلق من إبداعه، الذي يدفعه كثيراً للتحليق بعيداً عن النص وفيما وراء الكلمات، لكنه في تجربة (صورة عائلية) التزم بما كتبت حرفياً، ورغم ذلك أجاد وأبدع في تقديم عرض مسرحي ناطق برؤيته وقيادته لخشبة المسرح، ما نتج عنه هذا العمل الذي أعجب الجمهور. أشكر الهزاع، لهذا التعاون الناجح بيننا، وأعتقد أننا سنكرر هذا التعاون في المستقبل، من أجل أعمال أفضل، لأن كلاً منا لديه ذات الطموح نحو الإبداع الفني».