يقول تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون». وورد عن النبي عليه الصلاة والسلام صيامه الاثنين والخميس وثلاثة أيام من كل شهر، بمعدل 8 أيام في الشهر الواحد، وبمعدل 12-14 ساعة بين السحور والفطور المشروط البدء فيه بالماء أو التمر وكلاهما معاً أفضل، وكثيرة هي الدراسات التي أثبتت فوائد الصيام والحمية الصحية في بدايات العلاج الغذائي لأي مرض عضوي أو روحي، لما فيه من تغير للهرمونات وزيادة نشاط الغدد المسؤولة عن تطهير الجسم عامة وتقوية الجهاز المناعي وتحسين نشاط الكلى والكبد في تحليل السموم وطرحها خارجا.

ونحن على أعتاب شهر رمضان المبارك أود لفت الانتباه إلى إصلاح النية بصيامه لله تعالى خالصا لا تقليدا لما أردنا، أو هدفا للوصول إلى وزن مناسب أو تحد مع شخص آخر على قوة الصبر على الجوع، وغير ذلك من الخرافات التي تضرب العقيدة! علما أن الكثير لا يلتزم بآداب الأكل والشرب في رمضان خاصة، وساعات السهر والإسراف في كل شيء على غير العادة، هذا بالإضافة إلى الرياء الباطن بنية الصيام المتقطع معه لفقد الوزن ونحت الجسم تحت اسم «الصيام» وهنا الشرك الخفي!

Ad

لقد كثرت البرامج الغذائية وكثير منها اتخذ اسم «برامج علاجية» ومنها الصيام المتقطع! وهو من الأنظمة الغذائية التي اشتهرت لإنقاص الوزن، وذلك بالصيام عن الأكل مدة 12-13 ساعة من ضمنها ساعات النوم ليلاً، علما أن البرنامج يختلف بين كونه للمرأة أو الرجل لأسباب كثيرة، وحسب النظام الهرموني لأحدهم، فعلى سبيل المثال ينصح للمرأة أن تبدأ بهذا النظام في اليوم الأول من الدورة، حيث ارتفاع نسبة هرمون الإستروجين عندها، وتبتعد عن النشويات والحلويات إلى الكربوهيدرات المعقدة كالبطاطا بأنواعها والكرفس والمكسرات وغيرها، مع الإكثار من شرب الماء والمشروبات الحارقة كالزنجبيل والقرفة والقهوة، وغيرها خلال اليوم.

وفي رمضان المبارك يمتنع الصائم عن الأكل والشرب تماماً فترة 12 ساعة على الأقل، بدءاً من الفجر بقليل وحتى غروب الشمس، للمحافظة على التناسق البيولوجي للخلايا والأعضاء الداخلية، وهذه الفترة هي المدة الكافية لتطهبر الجسم ومساعدته على ترميم خلاياه بالطريقة الصحية الصحيحة وذروة النشاط الأيضي، والاستفادة من أقل الجرعات الغذائية.