يتعرّض الرئيس الأميركي الرئيس جو بايدن لضغوط داخلية وخارجية «للتعامل المباشر مع روسيا»، من أجل تعزيز عملية السلام، والوصول إلى تسوية تنهي الحرب في أوكرانيا.

فبعد أقل من أسبوع على تحذير زعيم الجمهوريين في مجلس النواب الأميركي كيفن مكارثي، من أن الحزب الجمهوري لن يوقع «شيكاً على بياض» لمصلحة أوكرانيا إذا فاز بأغلبية مقاعد المجلس في انتخابات التجديد النصفي، حضّ 30 نائبا من اليسار الديموقراطي في رسالة بعثوا بها إلى بايدن، على السعي إلى التفاوض مع روسيا من أجل التوصل الى تسوية تشمل استكشاف إمكانية التوافق على ترتيبات أمنية تكون مقبولة من الطرفين وتنهي الحرب في أوكرانيا، مشيرين الى اتفاقهم مع البيت الأبيض على أن «التسوية تعود في النهاية الى ما تقرره كييف».

وأضاف النواب، وعلى رأسهم براميلا جايابال، رئيسة التجمع التقدمي بالكونغرس: «أنه بصفتنا مشرّعين مسؤولين عن إنفاق عشرات المليارات من دولارات دافعي الضرائب الأميركيين على المساعدات العسكرية في هذا النزاع، نعتقد أن مثل هذا الانخراط في هذه الحرب يحمّل أيضا الولايات المتحدة مسؤولية استكشاف جميع السبل الممكنة بجدية». ودعت الرسالة إلى التعامل المباشر مع روسيا لإيجاد حل «يكون مقبولا من الشعب الأوكراني».
Ad


الا أنه، وبعد ساعات من إصدار الخطاب، أرسلت جايابال بيان متابعة يهدف إلى «ضبط» رسالة النواب الأصلية.

وقالت جايابال، في بيانها الإلحاقي: «اسمحوا لي أن أكون واضحة، نحن متحدون كديموقراطيين في التزامنا القاطع بدعم أوكرانيا في كفاحها من أجل ديموقراطيتها وحريتها في مواجهة الغزو الروسي غير القانوني والشائن، ولا يوجد في الرسالة ما يدعو إلى تغيير هذا الدعم».

وكان البيان الأول قوبل بشكوك من بعض الديموقراطيين ما دفعها الى تجديد التزامها بسياسة بايدن الخارجية، في وقت يواجه فيه الحزب انقسامات قبل انتخابات التجديد النصفي الشهر المقبل.

ماكرون خارجياً، طلب الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون من البابا فرنسيس أن يتصل بالرئيس الأميركي وبنظيره الروسي فلاديمير بوتين وبالبطريرك الأرثوذكسي الروسي كيريل من أجل «تعزيز عملية السلام» في أوكرانيا.

وقال ماكرون لصحيفة «لو بوان» الأسبوعية في مقابلة أعقبت لقائه بالبابا في الفاتيكان: «نحن بحاجة إلى أن تجلس الولايات المتحدة حول الطاولة من أجل تعزيز عملية السلام في أوكرانيا»، معتبرا أن «بايدن لديه علاقة ثقة حقيقية مع البابا الذي بإمكانه التأثير عليه من أجل إعادة المشاركة الأميركية في أوكرانيا».

«القنبلة القذرة»

في المقابل، أجرى رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال مارك ميلي، ونظيره الروسي، رئيس الأركان العامة فاليري غيراسيموف، اتصالاً هاتفياً في أول مشاورات بينهما، منذ مايو الماضي، تناول «احتمال استخدام قنبلة قذرة»، بينما أكدت روسيا تحذيراتها من أن كييف تستعد لاستخدام «قنبلة قذرة» في أوكرانيا، طارحة القضية، التي يرفضها الغرب وأوكرانيا بوصفها كاذبة، على مجلس الأمن.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن الاتهامات الروسية هي إشارة إلى أن «موسكو، التي هدّدت باستخدام سلاح نووي تكتيكي، تخطط لمثل هذا الهجوم وتعد لتحويل الاتهام إلينا».

ورفضت فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الاتهامات ووصفوها بأنها «كاذبة بشكل واضح»، وحذرت واشنطن روسيا من «تداعيات خطيرة» لأي استخدام للأسلحة النووية، بينما قالت إنه ليس هناك ما يشير إلى ذلك حتى الآن.

وقال ويسلي كلارك القائد السابق لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، في مداخلة على شبكة CNN، إن الاتهامات الروسية هي «بالتأكيد طريقة لتغطية استعداداتها الخاصة، ربما لاستخدام سلاح نووي، ربما في منطقة خيرسون».

في المقابل، اعتبر اللفتنانت جنرال إيغور كيريلوف، قائد قوات الحماية من المواد النووية والبيولوجية والكيماوية في روسيا، اعتبر أن أوكرانيا تريد تصوير روسيا على أنها دولة «إرهابية نووية»، مضيفا: «الهدف من هذا الاستفزاز هو اتهام روسيا باستخدام سلاح دمار شامل في المسرح العسكري الأوكراني، وبهذه الطريقة تشن حملة قوية مناهضة لروسيا في العالم بهدف تقويض الثقة في موسكو».

وتابع: «نظمت وزارة الدفاع العمل لمواجهة استفزازات محتملة من الجانب الأوكراني؛ تم وضع القوات والموارد على أهبة الاستعداد لأداء مهام في ظروف التلوث الإشعاعي».

بدورها، أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، أنها تستعد لإرسال مفتشين خلال الأيام المقبلة إلى موقعين أوكرانيين غير معلنين بناء على طلب كييف، مضيفة أن كلا الموقعين يخضعان بالفعل لعمليات تفتيش، وأن أحدهما تم تفتيشه قبل شهر.

وكانت وكالة الإعلام الروسية الحكومية حددت في وقت سابق «موقعين مشاركين في العملية»، هما محطة تخصيب المعادن الشرقية بمنطقة دنيبروبتروفسك وسط أوكرانيا، ومعهد الأبحاث النووية في كييف.

قضية غراينر

إلى ذلك، رفضت محكمة موسكو الإقليمية استئناف السجينة الأميركية ولاعبة كرة السلة بريتني غراينر على الحكم الصادر ضدها بالسجن 9 سنوات بتهمة تهريب زيت الحشيش. وشاركت لاعبة كرة السلة نفسها في الاجتماع عبر الفيديو من مركز الاحتجاز السابق للمحاكمة في «نوفويه غريشينو» بالقرب من موسكو، والذي نقلت إليه منذ مارس الماضي. وحضر الجلسة ممثلو البعثة الدبلوماسية الأميركية برئاسة القائمة بالأعمال بالنيابة في روسيا إليزابيث وود.

ووصف البيت الأبيض حكم القضاء الروسي بسجن الأميركية غرينر 9 سنوات بـ «الشائن».

الى ذلك، قال وزير الخارجية الإيراني ​حسين أمير عبداللهيان​، في اجتماع مدراء وكالات أنباء آسيا والمحيط الهادئ (أوانا) في طهران، أن بلاده لديها علاقات دفاعية مع روسيا وهي لن تتخلى عنها لكنها «لم ولن تمنح روسيا اسلحة لاستخدامها ضد اوكرانيا».

وفي رد على الاتهامات لبلاده بارسال مسيرات الى روسيا ووجود أدلة على ذلك، قال عبداللهيان: «إننا مستعدون لمقابلة فريق من الخبراء العسكريين الإيرانيين والأوكرانيين في مكان محايد، وإذا اتضح لنا أن روسيا استخدمت طائرات إيرانية بدون طيار في الحرب الأوكرانية، فبكل تأكيد لن نبقى مكتوفي الأيدي».