دعا الرئيس العراقي عبداللطيف رشيد خلال استقباله وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، أمس في بغداد، إلى «تشجيع الركون للحوار والتهدئة لحل الإشكاليات في القضايا الإقليمية والدولية، لأن ترسيخ الأمن يتطلب تعاون جميع دول المنطقة».

وغداة تجديد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن تشديد بلاده على أنها لن تسمح لإيران بالتسلح النووي «بكل الخيارات المتاحة وإن كانت الأولوية للدبلوماسية» وتسريب تقرير عن رصد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية جزيئات يورانيوم مخصبة بنسبة 84 في المئة القريبة جداً من النقاوة اللازمة لصنع القنبلة الذرية في منشآت إيرانية، ناقش عبداللهيان ونظيره العراقي فؤاد حسين ملف المفاوضات النووية بين طهران والقوى الغربية، إضافة إلى الوضع الأمني على الحدود بين البلدين والقضايا الإقليمية والدولية والعلاقات بين السعودية وإيران.

Ad

وقال عبداللهيان، خلال مؤتمر مشترك مع حسين، إنّ إيران ترحب بـ «الدبلوماسية والحوار في حسم الملف النووي والعودة إلى الاتفاق النووي والتوصل إلى صيغة قوية ومستدامة وثابتة»، لكنّه رأى أنّ «المسؤولين الأميركيين يطلقون تصريحات متناقضة».

وعبّر وزير الخارجية الإيراني، عن دعم بلاده للعراق وأمنه وسيادته في مواجهته للإرهابيين، وقال إنّ «بغداد اتخذت إجراءات مهمة لمنع استخدام أراضيها من الإرهابيين» في إشارة إلى المتمردين الأكراد.

وشكر المسؤول الإيراني مسؤولي بغداد، التي تؤدي دور الوسيط بين طهران والرياض على «تعزيز الحوار الإقليمي بين إيران والسعودية». وذكر أنّ الجمهورية الإسلامية «تتطلع إلى رفع مستوى العلاقات مع مصر والسعودية».

من جهته، أكد حسين أنّ «الحكومة العراقية اتخذت مجموعة من الإجراءات لحماية الحدود مع إيران ومنع شن هجمات عبر الحدود».

في هذه الأثناء، سعى رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي إلى تهدئة المخاوف الدولية والإقليمية المتصاعدة بشأن أنشطة بلده الذرية، قائلاً، إن «مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية موجودون في طهران، منذ الثلاثاء، ويمارسون مهام التفتيش بشكل طبيعي».

وأضاف إسلامي، تعليقاً على تقرير رصد اليورانيوم المخصب بنسبة 84 في المئة: «بخصوص المسألة التي أثارها أحد مفتشي الوكالة بشأن نسبة التخصيب، نواصل تعاوننا مع الوكالة الدولية ونهتم دائماً بإزالة أي التباس».

طرد وتقبل

إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الألمانية أن اثنين من موظفي السفارة الإيرانية في برلين شخصين غير مرغوب فيهما، وطالبتهما بمغادرة البلاد احتجاجاً على صدور حكم بإعدام مواطن ألماني أدانته محكمة إيرانية ثورية بـ «الإرهاب» أمس الأول.

وقالت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، إن برلين استدعت القائم بالأعمال الإيراني بسبب القضية، مضيفة «تم إبلاغه بأننا لا نقبل التعدي السافر على حقوق مواطن ألماني».

وتابعت: «نطالب إيران بإلغاء حكم الإعدام بحق جمشيد شارمهد وتمكينه من استئناف قضائي منصف وفقاً للقانون».

في سياق متصل، أعلنت النمسا أن القضاء الإيراني حكم على أحد رعاياها بالسجن سبع سنوات ونصف السنة بتهمة التجسس، مؤكدة أنها استدعت السفير الإيراني بفيينا للاحتجاج. ويأتي ذلك في وقت أبدى القائد العام لـ «لحرس الثوري» الإيراني، حسين سلامي، تقبله المسؤولية عن التهديدات التي أرغمت قناة «إيران إنترناشيونال» المعارضة على وقف نشاطها في لندن السبت الماضي، معتبراً أنها تظهر «القوة والنفوذ وشعاع تأثير الثورة».

في السياق، ذكرت مصادر لـ «رويترز»، أمس، أن الهجوم الصاروخي الذي وقع في دمشق الأحد الماضي وحملت سورية إسرائيل المسؤولية عنه أصاب منشأة كان يجتمع فيها مسؤولون إيرانيون وسوريون لدفع برامج سرية لتطوير قدرات الطائرات المسيرة والصواريخ الخاصة بحلفاء طهران، لكنه لم يسفر عن مقتل أي خبير إيراني رفيع المستوى.

وأوضحت أن الضربة أصابت المركز اللوجيستي الذي كانوا يجتمعون فيه وكذلك شقة في مبنى سكني، مشيرة إلى مقتل مهندس سوري ومسؤول إيراني، ليس رفيع المستوى، إضافة إلى إصابة مهندس بـ «الحرس الثوري» بجراح خطيرة، ونجاة عنصرين آخرين بالمؤسسة العسكرية الإيرانية.