الإعلامي والأديب السعودي محمد رضا نصرالله كان نجم معرض كتاب الرياض الدولي لهذا العام، حيث عرض له المركز الأكاديمي للأبحاث كتاب «حوارات القرن»، الذي يتكوَّن من ثلاثة أجزاء، وكل جزءٍ يحتوي على أكثر من 800 صفحة، من القطع الكبير، ضمَّت حوارات مع أكثر من 180 شخصية كان نصرالله حاورها في برامجه الأدبية التي بُثت بعدة قنوات تلفازية، اخترت لقراء «الجريدة» من كل جزءٍ شخصية كان المؤلف قد طرح عليها أسئلة، وإجابته عنها، وأبدأ بالمفكر السعودي إبراهيم البليهي:

* متى بدأ الاهتمام الفكري في حياة إبراهيم البليهي؟

- بدأ التساؤل منذ الابتدائية، فالمتوسطة، والثانوية، وبمجرَّد أن أصبحت قادراً على الحصول على الكُتب بدأت أقرأ وأبحث عن الأسئلة.
Ad


* كيف توافرت لك الكُتب؟

- بصعوبة بالغة وكبيرة، فكتاب «قصة الفلسفة» كلفني 35 ريالاً، وهو مبلغ كبير بالنسبة لميزانيتي.

* هل القراءة ساهمت في وعيك المبكِّر؟

- ساهمت إلى حدٍ كبيرٍ بالوعي الأخلاقي، لأنك إذا لم تكُن إنساناً أخلاقياً يؤمن في تعامله بالأخلاق، فقل على الدنيا السلام، لذلك لا يزال البعض يعيش على ثقافة «إذا متُ ظمآناً فلا نزل القطرُ»، لأن هذا البعض لا تعنيه الأخلاق.

***

في الجزء الثاني طرح نصرالله على صمويل هنتغتون، صاحب كتاب «صِدام الحضارات»، السؤال التالي:

* في مقولتك الصارخة، والتي تبعث فيناً، نحن المسلمين، الذعر والرعب، وهي «الحدود الدموية للإسلام»، ماذا تقصد بهذه العبارة؟!

- الحدود الدموية التي تحدَّثت عنها توجد في صراع البوسنة وجاراتها، والقوقاز، حيث صراع الأذربيجان والأرمن، وهناك صراع الروس والشيشان، وكذلك صراع تركيا واليونان، وصراع الهند وباكستان، وهناك مواجهات بين المورو والحكومة الكاثوليكية بالفلبين، وفي الشرق الأوسط الحروب المستمرة بين العرب والإسرائيليين، وهناك الكثير من الصراعات التي لا يتسع المجال لذكرها، فهذا ما قصدته بالحدود الدموية.

***

وانتقل نصرالله في الجزء الثالث إلى سؤال توجَّه به إلى الشاعرة فدوى طوقان:

* أستاذة فدوى، بعد كارثة 67 أغلقتِ باب الرومانسية في الشعر، وانضممتِ إلى درويش، والقاسم، وزياد، وإميل حبيبي، فهل عبرتِ بانضمامك لهم شعراً؟

- نعم... قلت:

رسموا الطريق إلى الحياة

رصفوهُ بالمرجان بالمُهج الفتية بالعقيق

رفعوا القلوب على الأكُف حجارةً جمراً حريق

رجموا بها وحش الطريق

هذا أوان الشدّ فاشتدي

***

كم تمنيت أن أقدِّم العديد من الأسئلة للكثير من المفكرين والأدباء والشعراء، لكن المقال الصحافي محكوم بضوابط لا يجوز أن يتخطاها الكاتب!