ابتكر باحثون في الولايات المتحدة، قلادة طبية ذكية تساعد المدخنين على الإقلاع عنه، من خلال رصدها لسلوك الشخص بمستشعرات تلتقط المؤشرات الحرارية المرتبطة بالتدخين.

وتُحافظ قلادة «سموك مون» على خصوصية المدخن نتيجة تعقبها للحرارة فقط دون البيانات البصرية، ما يُشعر المدخنين براحة الاستخدام، وفقاً لموقع «ميديكال إكسبريس».

ويتسبب التدخين بحوالي 8 ملايين حالة وفاة سنوياً حول العالم، فضلاً عن كونه السبب الرئيس للأمراض القابلة للوقاية، وبلغت تكلفة الإنفاق على العلاج الصحي للمدخنين في الولايات المتحدة -على سبيل المثال- 600 مليار دولار.
Ad


توظف القلادة نموذج تعلم الآلة لتحديد وقت إشعال السيجارة ووضعها في الفم وكمية الهواء التي يستنشقها المدخن وزمن مرات السحب.

وقال الأستاذ الدكتور نبيل الشرافة، من جامعة نورث ويسترن ميديسن الأمريكية، المشارك في الدراسة «تفوق قدرة الجهاز رصد عدد السجائر المستهلكة في اليوم من خلال توظيف نموذج تعلم الآلة لتحديد وقت إشعال السيجارة ووضعها في الفم وكمية الهواء التي يستنشقها المدخن والزمن بين مرات السحب وبقاء السيجارة في الفم».

ويعتمد الجهاز على قياس المؤشرات المرتبطة بالتدخين، ما يسمح للعلماء بقياس التعرض السام لثاني أكسيد الكربون من قبل المدخنين، وفهم العلاقة بين تعرضهم له والأمراض المرتبطة بالتبغ؛ مثل السرطان وأمراض القلب والجلطات وأمراض الرئة والسكري.

ويساهم الجهاز في مساعدة المدخنين على تركه، من خلال فهم ارتباط مؤشراته بالعودة إليه بعد تركه، وهو ما يتكرر عادة لدى المدخنين.

يمتاز الجهاز عن غيره من التقنيات المشابهة التي تكون موصولة إلى السيجارة بأنها لا تؤثر على سلوك المدخن وتلتقط البيانات الأكثر دقة حتى الآن.

ويُفيد تحديد سلوك المدخن بعد تركه للتدخين في رصد ضرورة التدخل من قبل المساعد الطبي، فيتواصل مع المدخن أو يراسله ليشجعه على الامتناع عن الرجوع إليه.

واختبر الباحثون في دراستهم دقة الجهاز وفعاليته في إنجاح برامج الحد من التدخين مع منع المدخنين من الرجوع إليه، فضلاً عن قابلية الناس لارتداء الجهاز، وقارن الباحثون برامج العلاج التقليدية بفعالية الجهاز.

ويمتاز الجهاز عن غيره من التقنيات المشابهة التي تكون موصولة إلى السيجارة بأنها لا تؤثر على سلوك المدخن وتلتقط البيانات الأكثر دقة حتى الآن، فضلاً عن الخصوصية التي تفقدها كاميرات تصوير ومراقبة المدخنين.

وأجرى الباحثون تجربة على 19 مشاركاً في 115 جلسة علاجية للتدخين، وفحصوا سلوكيات التدخين في بيئة مراقبة وفي ظروف الحياة اليومية.

ويسعى الباحثون لتطوير الجهاز بهدف دراسة مؤشرات التدخين في السجائر الإلكترونية أيضاً، وتوظيفه في العلاجات الصحية المعتمدة للمدخنين الراغبين بالإقلاع.