إن الضغوط النفسية واضطراب النوم ليلاً وقلة ساعاته الصحية تعمل على تدهور ملحوظ في الصحة عامة، فالكثير من النساء والرجال يعانون اضطراباً في منظومة الهرمونات الشخصية عامة، فما هذه المنظومة؟

في كل الكائنات الحية هناك جهازان رئيسان يتحكمان في مختلف العمليات الحيوية التي تحافظ على توازن الخلايا الحيوية بتغذيتها وفعاليتها لأداء الأعمال المدرجة عليها كافة، وهما الجهاز العصبي والجهاز الهرموني (الغدد الصماء التي تفرز الهرمونات المختلفة) عند الجنسين، وتفرز هذه الغدد مواد كيميائية تعرف بالهرمونات، وبنسب متفاوتة وتراكيز محددة في الدم حسب الغرض منها، ومنها هرمون النمو عند الأطفال أو هرمون النوم ليلاً عند الأطفال والكبار، أو هرمونات التكاثر، وأي اضطراب سيؤدي إلى ضعف في المناعة أو تكيس المبايض أو العقم أو السمنة عند الجنسين، كما يؤدي إلى اضطراب في المزاج أو ارتفاع السكر في الدم أو سوء الهضم أو أمراض أخرى.

Ad

وقد حصرت جمعيات الغدد الصماء أسبابا كثيرة تسبب اضطرابا في هذه المنظومة الحيوية، منها ما يكون وراثياً منذ الولادة، ويلاحظ قصور في أعمال الغدد الرئيسة عند استشارة الطبيب، وهذا يستدعي المتابعة مع مختص الغدد الصماء، وحالات الاضطراب الناجمة عن سوء إدارة الوقت خلال اليوم عند الأشخاص البالغين كثير، أو إهمال الوالدين لطبيعة نمو أطفالهم الصحيحة وحياتهم الصحية، ومن تلك الأسباب قلة النوم ليلا، ثم تليها الوجبات السريعة والمسبقة التحضير، لما فيها من مواد حافظة ومواد محسنة للنكهة، واللحوم منها (الأحمر والأبيض) المعدلة جينيا، وتختلف حساسيتها من شخص لآخر، خصوصاً عند الأطفال أو المراهقين ومن هم في طور النمو، كما أن التعرض للتلوث البيئي والإشعاع والمواد الكيميائية لفترات أثناء العمل مثلاً وبشكل متكرر، سينجم عنه اضطراب عام.

يعتبر النوم الهادئ ليلاً 5-8 ساعات من أهم البنود المساعدة لتنظيم عمل الغدد الصماء المهمة بالجسم، ولاستقرار إفراز الهرمونات بالنسب الطبيعية، ولما يعطيه من هدوء نفسي ويعدل المزاج، ويخفف الضغط العصبي والوقاية من الأمراض والسرطان، كما أن تنظيم ساعات الوجبات والرياضة اليومية تعمل على تنظيم إفراز وعمل الهرمونات في الجسم.

وهناك دراسات كثيرة عن نتائج الصيام في معالجة الجسم والأمراض منها سلامة الغدد، وتنشيط الإخصاب عند الجنسين، بالإضافة إلى معالجة السكر واضطراب الغدة الدرقية والأعمال الحيوية التابعة لها، كما أن شرب الماء الكافي والقلوي منه (مثلاً عصير نصف ليمونة لكل لتر ماء) له الأهمية نفسها في المحافظة على الوزن الطبيعي، والتخلص من آلام الجسم المختلفة والمحافظة على الصحة عامة.