في حين لا تزال فرق الإنقاذ في عموم مناطق غرب سورية تسابق الزمن، بإمكانيات محدودة منذ أسبوع، بحثا عن ناجين، تحت الأنقاض، جراء الزلزال المدمر الذي ضرب طرفي الحدود التركية السورية، الاثنين الماضي، أجرى وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي عبدالله بن زايد زيارة اليوم لدمشق، تهدف إلى إظهار الدعم، والتقى الرئيس السوري بشار الأسد.

وعقب اللقاء شكر الأسد الإمارات، التي «كانت من أوائل الدول التي وقفت مع سورية، وأرسلت مساعدات ضخمة إغاثية وإنسانية وفرق بحث وإنقاذ»، مؤكدا أن «الشعب السوري يُقدر مواقف أبوظبي واستجابتها السريعة التي تعبر عن عمق العلاقات والروابط الثنائية التي تجمع البلدين».

وتأتي زيارة أكبر مسؤول عربي لدمشق، منذ وقوع الزلزال، ضمن هبة تضامنية دشنتها الإمارات مع سورية، عبر إطلاق جسر جوي لإيصال الإغاثة العاجلة لكل من تركيا وسورية.

Ad


مساعدات

جاء ذلك، فيما قال متحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، لـ«رويترز»، إن نقل مساعدات الإغاثة من الزلزال من المناطق التي تسيطر عليها الحكومة في سورية إلى الأراضي التي تسيطر عليها جماعات المعارضة يتعثر بسبب مشاكل في الحصول على موافقة «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقا) المصنفة إرهابية.

جاء ذلك بعد أن ذكرت تقارير سورية حكومية أن مكتب الأمم المتحدة في دمشق ألغى بشكل كامل إدخال قافلة المساعدات المقدمة من «الهلال الأحمر السوري» إلى المنكوبين في المنطقة الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة شمال غربي سورية، عن طريق معبر سراقب الفاصل بين القوات النظامية ومسلحي «جبهة النصرة».

من جهته، أقر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة منسق الإغاثة في حالات الطوارئ بالأمم المتحدة مارتن غريفيث بفشل المنظمة الدولية في مساعدة آلاف المدنيين السوريين، وعجزها عن إيصال المساعدات إلى المنكوبين في الشمال السوري، بعد أن حصد الزلزال المدمر نحو 5 آلاف قتيل بعموم البلد المنهك جراء الحرب الأهلية، وشرد عشرات الآلاف وسط توقعات بتضاعف أرقام الضحايا.

مساعدة دمشق

في هذه الأثناء، كشف مدير الطيران المدني السوري باسم منصور أن «عدد الدول التي تقدمت بإذن هبوط في المطارات السورية لتقديم المساعدات لمتضرري الزلزال بلغ 21 دولة، من بينها 4 دول تقدمت اليوم بطلبات هبوط، وتمت الموافقة عليها، وهي السعودية وقبرص والسودان وبيلاروس».

ولفت منصور إلى أن «سورية ترحب وتشكر كل من يساهم بمد يد العون لمنكوبي الزلزال المدمر، وستوافق على هبوط طائرات الدول الراغبة في إرسال المساعدات»، مضيفا أن «عدد الطائرات التي حملت المساعدات، وهبطت في مطارات سورية وصل حتى الآن إلى 61 طائرة».

في السياق، زار قائد «فيلق القدس»، التابع لـ«الحرس الثوري» الإيراني، العميد إسماعيل قآني محافظة اللاذقية، معقل عائلة الرئيس السوري بشار الأسد، وهي من المناطق المتضررة بشدة جراء الزلزال، للاطلاع على آثار الزلزال، والإشراف على «تقديم المساعدات» التي أرسلتها طهران إلى المتضررين. ووصل قآني إلى سورية قبل أيام وبدأ زيارته من حلب.

واليوم أعلن حزب الله اللبناني، الموالي لإيران، نيته إرسال قافلة مساعدات إنسانية مؤلفة من 23 شاحنة إلى محافظة اللاذقية غرب سورية، ووضعت على الشاحنات لافتات حملت العلم السوري وراية حزب الله الصفراء مزنرة بشعار «من الشعب اللبناني المقاوم إلى الشعب السوري الشقيق».

وبعدما كانت الحكومات المتعاقبة قد اتبعت سياسة «النأي بالنفس» عن النزاع في سورية المجاورة، أرسل لبنان فرق إنقاذ ووفداً وزارياً رسمياً إلى دمشق. والتقى الوفد الوزاري الأربعاء الرئيس بشار الأسد، مبديا استعداد لبنان لفتح مطاراته وموانئه لاستقبال المساعدات إلى سورية. ووصلت طائرتان إيطاليتان السبت الى مطار بيروت تقلان مساعدات طبية مرسلة بمبادرة من مجموعة طبية إيطالية.

وغداة اتهام الرئيس السوري بشار الأسد القوى الأوروبية بـ«ازدواجية المعايير» في التعاطي مع كارثة الزلزال الذي ضرب أيضا عدة مناطق تخضع لسلطته في حلب وحماة واللاذقية، قال مبعوث الاتحاد الأوروبي إلى سورية دان ستوينيسكو: «في حقيقة الأمر، نساعد السوريين باستمرار منذ أكثر من عشر سنوات، بل ونفعل ما هو أكثر خلال أزمة الزلزال»، مضيفا أنه يتوقع أن تقدم سورية طلبات للحصول على إعفاءات من العقوبات الأوروبية والغربية بعد الزلزال، ودعا دمشق إلى عدم «تسييس قضية المساعدات الإنسانية». وفي وقت سابق، أكد التكتل أنه فعل بطلب من دمشق آلية مساعدة عاجلة لإغاثة المنكوبين والمشردين جراء الزلزال.

إلى ذلك، دخلت قافلة مساعدات إنسانية أممية، تضم 22 شاحنة محملة بمستلزمات الخيام والإغاثة، من معبر باب الهوى الحدودي، قادمة من تركيا إلى مناطق شمال غربي سورية، بينما وجه نشطاء ومدونون سوريون انتقادات لاذعة أدانوا فيها تأخر الأمم المتحدة في الاستجابة لنداءات الاستغاثة الطارئة التي أطلقها «الخوذ البيضاء» الدفاع المدني بمناطق المعارضة. تزامن ذلك مع بدء وفد رسمي من «الهلال الأحمر» القطري جولة تفقد في المناطق الخاضعة لسيطرة فصائل سورية معارضة، مدعومة من أنقرة، للاطلاع على الأوضاع بعد الزلازل ووصول قافلة إغاثة سعودية تضم 11 شاحنة عبر معبر غصن الزيتون التركي.

هجوم «داعش»

إلى ذلك، لقي 10 أشخاص مصرعهم، وأصيب 10 آخرون، برصاص عناصر تنظيم داعش الإرهابي، جنوب مدينة تدمر بريف حمص الشرقي، وسط البلد.

وذكر «المرصد المعارض» أن «التنظيم هاجم نحو 75 شخصا، أمس، بينما كانوا يعملون في جمع الكمأة (الفقع) في بادية تدمر»، ما أدى إلى سقوط 10 مدنيين، بينهم امرأة، إضافة إلى عنصر من قوات النظام، فيما لايزال الآخرون في عداد المفقودين.