أكد مصدر رفيع المستوى بوزارة الخارجية الإيرانية لـ «الجريدة»، أن الرسالة الأميركية التي حملها وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن إلى طهران كانت موجهة مباشرة إلى المرشد الأعلى علي خامنئي، وتؤكد أن باب المفاوضات حول العودة للاتفاق النووي يضيق، وعلى طهران أن تختار في أي معسكر تريد أن تكون.

وحسب المصدر، فإن بن عبدالرحمن قدم خلال الزيارة مبادرة قطرية لترتيب لقاء مشترك بين ممثلين عن إيران والولايات المتحدة في الدوحة؛ لبحث الخلافات بين الجانبين حول الاتفاق النووي، وسبل العودة إلى الدبلوماسية.

Ad

وقال إن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان طلب من نظيره القطري مهلة؛ لعرض المقترح على القيادة السياسية العليا، وقد جرى أمس إرسال رد إيراني إيجابي بهذا الشأن.

وشدد المصدر على أن الكرة باتت في ملعب إدارة الرئيس جو بايدن لتقرر إذا كانت ستوافق على المبادرة القطرية أم لا، مضيفاً أن طهران أبلغت الجانب القطري أنها تفضّل أن يكون اللقاء غير مباشر بين مبعوث إدارة بايدن للشأن الإيراني روبرت مالي، ونائب وزير الخارجية الإيراني كبير المفاوضين النوويين علي باقري كني، لكنها لن تمانع أن يكون اللقاء مباشراً إذا أصرت واشنطن على ذلك.

وأكد أنه رغم النفي الصادر بهذا الخصوص، فقد جرى بالفعل لقاء سري بين مالي وسفير إيران بالأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني قبل نحو أسبوعين، وهو ما كشفت عنه وقتئذ قناة إيران انترناشيونال المعارضة. وإيرواني هو أحد المشرفين البارزين على ملف الحوار مع السعودية، وكذلك أحد المؤثرين في ملف المفاوضات النووية.

وأشار إلى أن الجانب الأميركي حث، خلال اللقاء، على ضرورة أن تفرج طهران عن السجناء الأميركيين لديها كمبادرة حسن نية، وحذر من أن واشنطن قادرة على خنق الاقتصاد الإيراني، وأن الإجراءات التي اتخذتها أخيراً في العراق لمنع أي التفاف إيراني على العقوبات، هي مجرد إشارة يجب أن تتلقفها طهران.

وذكر أن ملف أوكرانيا كان حاضراً في اللقاء، إذ شدد مالي على ضرورة أن توقف إيران كل أشكال الدعم العسكري لروسيا في حربها، وأن التورط الإيراني في هذه الحرب جعل خيار توجيه ضربة عسكرية لها، سواء شاركت فيها واشنطن أم منحت إسرائيل ضوءاً أخضر لتنفيذها، مطروحاً بقوة بعد أن كان مستبعداً تماماً قبل الحرب الأوكرانية.

من ناحية أخرى، قال المصدر إن وزير الخارجية القطري شدد خلال زيارته لطهران، التي جاءت بعد ساعات من تعرض منشأة عسكرية إيرانية في أصفهان لغارة بالمسيّرات، على أن دول مجلس التعاون الخليجي تتمسك بضرورة حل الخلافات بينها وبين إيران عبر الدبلوماسية وترفض أي تصعيد في المنطقة، وأن قطر مستعدة لبذل مساعٍ لترتيب حوار خليجي ـ إيراني، قد يضم دولاً عربية أخرى مثل مصر والأردن.

وأشار المصدر أيضاً إلى أن العراقيين يبذلون جهوداً لترتيب انعقاد الجلسة السادسة من الحوار الإيراني ـ السعودي في بغداد خلال الأسبوعين المقبلين.