وصل التوتر إلى مستوى هو الأعلى منذ 20 عاماً بين إسرائيل والفلسطينيين، منذراً بانتفاضة جديدة، بعد عمليتين فلسطينيتين في القدس أوقعتا 7 قتلى إسرائيليين وعدداً من الجرحى في حال من الخطر، في رد فلسطيني على المجزرة التي نفذتها القوات الإسرائيلية في مخيم جنين بالضفة الغربية المحتلة الخميس الماضي وأدت إلى مقتل 11 فلسطينياً.

ورغم حال الاستنفار التي فرضتها القوات الإسرائيلية بعد إطلاق النار في محيط كنيس يهودي بحي النبي يعقوب قرب القدس، مساء الجمعة، والذي أدى إلى مقتل 7 إسرائيليين ومنفذ الهجوم، قام فتى فلسطيني يبلغ 13 عاماً بإطلاق نار في بلدة سلوان بالقدس الشرقية مما أدى إلى إصابة إسرائيليين بجروح.

Ad

وأصيب الفتى بالرصاص قبل أن تعتقله الشرطة إلى جانب 42 فلسطينياً آخرين، قالت تل أبيب إنهم على صلة بالهجوم في محيط الكنيس.

وأشارت المعلومات إلى أن منفذ ذلك الهجوم يدعى خيري موسى علقم (21 عاماً)، وسمي بذلك تيمناً بجده خيري علقم، الذي طعنه أحد المستوطنين حتى الموت في 1998.

وأفادت التحقيقات الأولية الإسرائيلية بأن علقم استخدم المسدس بشكل يشي بأنه تلقى تدريباً مكثفاً على استخدام السلاح، لافتة إلى أن تل أبيب تحاول إيجاد ارتباطات له.

وتفقّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء الجمعة وأمس موقعي الهجومين حيث تجمعت حشود كانت تهتف «الموت للعرب»، متعهداً بالرد، لكنه دعا الإسرائيليين إلى عدم القيام بذلك بأنفسهم، على عكس وزير الأمن الداخلي المتطرف إيتمار بن غفير الذي شدد على ضرورة أن يحمل كل إسرائيلي السلاح، وتعهد مجدداً بتعديل قواعد إطلاق النار، مقابلاً هتاف «الموت للعرب» الذي كان يردده مستوطنون بـ «الموت للإرهابيين».

وتعرض نتنياهو وبن غفير لانتقادات في الموقعين حيث حملهما مستوطنون المسؤولية.

ومساء الخميس أُطلقت صواريخ عدّة من قطاع غزة باتجاه إسرائيل رداً على اقتحام جنين، وردّ الجيش بضرب أهداف لحركة حماس في غزّة. وقالت مصادر إن نتنياهو سيجمع حكومته الأمنية المصغرة «الكابينيت» لبحث «إجراءات عقابية وردعية».

وفيما أشادت الفصائل الفلسطينية بالعمليتين ورأت فيهما رداً على مجزرة جنين، دانت دول عربية وإسلامية تقيم علاقات مع إسرائيل، بينها مصر والأردن والإمارات وتركيا، إطلاق النار قرب الكنيس، مشددة على وقف كل الهجمات على المدنيين في الجانبين.

في المقابل، حذرت السعودية من انزلاق الأوضاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين إلى «المزيد من التصعيد الخطير»، وقالت إنها «تدين كل استهداف للمدنيين»، مشددة على «ضرورة وقف التصعيد وإحياء عملية السلام وإنهاء الاحتلال».

وفي الضفة الغربية وقطاع غزة وبعض المخيمات الفلسطينية في لبنان، نزل العشرات من الفلسطينيّين إلى الشوارع مساء أمس الأول، مبتهجين بالعملية، في وقت أشاد «حزب الله» اللبناني «بالعملية الاستشهادية البطولية».

وبانتظار وصول وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى القاهرة اليوم لينطلق بعدها إلى القدس ورام الله، بدأت مصر على الفور اتصالات للتهدئة، كما أجرى الرئيس الأميركي جو بايدن اتصالاً مع نتنياهو اعتبر خلاله الهجوم خارج الكنيس «هجوماً على العالم المتحضر»، مشدّداً على «التزام الولايات المتحدة الصارم بأمن إسرائيل».

وفي السياق، دان رؤساء غربيون العملية، في حين أعربت موسكو وبكين عن قلقهما ودعتا جميع الأطراف إلى «ضبط النفس وتجنب المزيد من تصعيد التوتر».