اقتراح النواب الخمسة بتوزيع 20 في المئة من عائدات استثمار الأجيال على المواطنين سنوياً يثير السخرية، فهذا الاقتراح لم يخرج عن تشبيه ساخر للممثل الراحل خالد النفيسي، عندما قال في إحدى مسرحياته معلقاً على صندوق الأجيال: «... أذونا عن الأجيال... أنا أقول لو يعطون كل واحد وحصته... ويقولون له كيفك انت واهلك...».

النكتة تكون مضحكة حين تكسر حاجز المعقول، وفي الحالة الكويتية سواء كان ذلك مثل اقتراح النواب الخمسة، أو غيره من تطلعات حرق الغد، أو كان من السلطة الحاكمة عندما تغيب عنها الدراية - في أغلب الأحوال - فتنفق وتهدر الأموال على الحاضر وبامتيازات استثنائية لجماعات مقربة منها أو لشراء القبول السياسي الشعبي، كل ذلك يدخل في عالم الكوميديا السياسية السوداء، فإذا كان شر البلية ما يضحك، فإن شر البلية في هذا المقام يُدرج تحت بند العبط السياسي في إدارة شؤون الدولة، وهو ما يبكينا، ويزيد من حيرتنا وقلقنا على قلة حيلتنا وعجزنا عن حل معضلة هذه السياسة، سواء كانت وليدة من المجلس النيابي بكل علله أو من السلطة المتفردة بالقرار.

Ad

ختمت جريدة الإيكونوميست مقالاً لها في عددها الأخير عن الكويت، ساخرة من التطلعات الشعبوية كإسقاط القروض والصراعات السياسية المزمنة، بأن الكويت تعاني من أعلى معدلات البطالة للشباب من بين دول الخليج، فهناك عاطل من بين كل ستة أشخاص، والمواطنون يتذمرون من كل شيء، من حفر الشوارع إلى سوء التعليم والصحة العامة، ولربما من الأفضل أن يقوم المواطنون أنفسهم بإصلاح الشوارع والتعليم عبر قروض يستدينونها، ثم تقوم الدولة بدفعها لهم فيما بعد...

ماذا سيأتي به الغد بعد هذه الكوميديا المظلمة؟ هل تدرون أم أنكم تائهون في تفاصيل حياتكم اليومية؟!