استمر حظر بيع الأسلحة في الخليج، الذي فرضته بريطانيا بالتعاون مع الشيخ مبارك الصباح منذ عام 1900، فترة طويلة، وكانت القوات البريطانية في الخليج تراقب السفن وتفتشها، وعثرت في حالات قليلة على أسلحة مهرّبة محمولة على سفن كويتية، وتعاملت مع الموقف بالتنسيق مع الشيخ مبارك، كما أشرنا في مقالات سابقة.

وقد زادت حالات تهريب الأسلحة، مما دفع المقيم البريطاني في الخليج إلى تشديد الرقابة عام 1912، كما ورد في إحدى الوثائق الموجهة إلى الشيخ مبارك. وتقول الوثيقة المؤرخة بتاريخ 1 ربيع الأول 1330 الموافق 20 فبراير 1912 ما يلي:

Ad

«من قبطان شكسبير بولتكل اجنت الدولت (الدولة) البهية القيصرية الإنكليزية في الكويت الى جناب الاجل الافخم المحب عمدة الاصحاب الشيخ مبارك الصباح دام بقاه،

غب السؤال عن عزيز خاطركم لازلتم بخبر وسرور ثم نخبركم جانا كتاب من نايب الباليوز في ابوشهر وهو يذكر انه واصله تلغراف من كرنل بيرسي كاكس باليوز وقنصل جنرال الدولة البهية القيصرية الإنكليزية في ابوشهر ذاكر ان الناس هذه الأيام مجتهدين في تسريق السلاح خصوصا في واجهت الشمال من خليج فارس وانه صار لزوم على مراكب الدولة البهية القيصرية الإنكليزية ان يزيد اجتهادهم في قطع ذلك ويذكر الباليوز انشاالله جناب الشيخ مبارك ما يقصر يساعدنا في منع هذا الشيء كما هو سابق وان يشدد شوي على رعاياه انهم يتجنبون هذا الشيء هذا ما لزم رفعه لجنابكم ودمتم سالمين محروسين».

ويمكننا أن نستشفّ من الرسالة البريطانية أن المقيم البريطاني في الخليج يعتبر الشيخ مبارك ركناً أساسياً في تطبيق السياسة البريطانية في الخليج، ولذلك ينسّق معه ويسعى لإقناعه بلطف ودبلوماسية لاستمالته إلى جانبه.

وفي المقابل، يمكننا أن نرى أن الشيخ مبارك كان لا يريد أن يخالف السياسات البريطانية في الخليج، ولذلك نراه يرد بشكل لائق ومناسب وإيجابي على رغبات المقيم البريطاني في الخليج، بل ويستخدم عبارات ومفردات تدل على استجابته الكاملة لما يرغب فيه الإنكليز. وقد ردّ الشيخ مبارك رداً قوياً على رسالة شكسبير، وحملت رسالته موقفاً مسانداً للسياسة البريطانية، إذ إنه توعّد بحرق السفينة التي يُعثر فيها على أسلحة مهرّبة. وإليكم نص رسالة الشيخ مبارك:

«غب السؤال عن خاطركم العزيز هو انه يد الوداد اخذت كتابكم المؤرخ 1 ربيع اول سنة 330 مطابق 2 فبروري سنة 912 وبه تذكرون ان حضرة نائب الباليوز صاحب في بوشهر معرف انه واصله تلغراف من كرنل سر بيرسي كاكس باليوز وقنصل جنرال الدولة البهية القيصرية الإنكليزية في بوشهر ذاكر ان الناس هذه الأيام مجتهدين في تسريق السلاح خصوصا في واجهت الشمال من خليج فارس وانه صار لزوم على مراكب الدولة البهية القيصرية الإنكليزية ان يزيد اجتهادهم في قطع ذلك ويذكر الباليوز صاحب اننا نساعد في منع هذا الشيء ونشدد على رعايانا انهم يتجنبون هذا الشيء نحن انشاء الله نساعد حسب الامر مه انه مؤكدين على جميع رعيتنا يتجنبون شيل الأسلحة لا الى لطرفنا ولا لغيره وامتثالا لامركم أيضا بهذه الدفعة كتبنا الى وكيلنا في مسكة السيد يوسف الزواوي جميع سفائن رعيتي اهل الكويت يأكد على النواخذة او صاحب الحلال ان كان انه في سفينته يتجنبون شيل الأسلحة لا لطرفنا ولا لغيرها والذي يحمل الأسلحة اذا يسلم منه مناور الدولة البهية انا لابد يصير عندي خبر وين ما يوديه احرق السفينة واحبس النوخذا او صاحب الحلال حبس مؤبد هذا ما لزم ودمتم محروسين 3 ربيع اول سنة 1330».