تحرص رابطة الأدباء الكويتيين على تقديم العديد من الفعاليات الأدبية المختلفة لخدمة الحراك الثقافي بالكويت، وفي سياق اهتمامها بالثقافة والمعرفة، افتتحت الرابطة في مقرها بمنطقة العديلية معرض الكتاب الدائم، بحضور الأمين العام للرابطة د. خالد رمضان، ومجلس إدارة الرابطة وأعضائها وجمع من المثقفين.

بهذه المناسبة، قال د. رمضان: «رابطة الأدباء منذ فترة تسوق منشورات الرابطة وأعضائها، فتبلورت لدينا فكرة وجهزنا موقعا لتسويق كتب بشكل منظم، فعملنا معرضا دائما سيقوم بعرض إصدارات الرابطة من كتب ومجلة البيان، والكتب التي ينشرها أعضاء الرابطة، والهدف هو خدمة الأعضاء والقراء»، مضيفا أن موقع الرابطة معروف، والوصول إليها سهل، ومواقف السيارات متوفرة، لذلك من يحتاج إلى كتاب سيجد سهولة في الوصول إليه في مقر الرابطة.

Ad

وأيضا أقامت الرابطة في نفس يوم افتتاح المعرض محاضرة من ضمن أنشطتها الأسبوعية بعنوان «تسويق الأدب في عصر الإعلام الجديد»، شارك فيها الشاعر سعود السبيعي، والكاتب سعد الدهش، والإعلامي نواف العصيمي، وقامت بتقديمهم الشاعرة ندى الأحمد.

نشر الوعي

وتحدث السبيعي في المحاضرة عن أهمية تسويق المنتج الأدبي، لأن مهمة الكاتب إنتاج المحتوى، أما المهمة الثانية والأهم فهي التسويق لكي يصل إلى أكبر عدد من الناس، ومن مهام الكاتب أيضا نشر الوعي في المجتمع بشكل عام، «وأقصد بالمجتمع ليس الأفراد ولكن المؤسسات المعنية برعاية الأدب»، مؤكدا أن المجتمع يتوجب أن يكون على قدر كبير من الوعي والثقافة، ويتعين نشر المعرفة بشتى وسائل الاتصال، خصوصا أن الوسائل تجدد يوميا.

من جانبه، قال العصيمي إنهم تحدثوا عن تسويق الأدب، «وتطرقنا إلى موضوع هل الكاتب الحقيقي يجيد التسويق؟»، مضيفا أنه في الوقت الحالي الساحة مفتوحة للجميع لتسويق المنتج الأدبي، في ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يمكن للكاتب أن يصل إلى الناس، ولكن بشرط أن يكون محتوى كتابه جيدا، وهذا أيضا يساعد على انتشاره.

وذكر الدهش أن هناك تحديات كثيرة تواجه تسويق الأدب، أبرزها كيفية إنشاء قارئ من البداية، وأيضا طرق التواصل بين الجيل السابق والحالي، وكذلك التشجيع، فكيف للأشجار أن تنمو إن لم تكن هناك تربة خصبة، ويتم ريها بعناية ومعالجتها من جميع الأمراض والأوبئة، مبينا أن المحاضرة تناولت تسويق الأدب بصفة عامة، حيث تناول المشاركون الموضوع من جميع جوانبه، كما تم التطرق إلى كيف يصبح هذا الإبداع الأدبي مجرد سلعة، وهو ما يحز بالنفس، ومن الملام في ذلك؟ هل المؤسسات الثقافية أم القطاع الخاص المتمثل في دور النشر أم الكاتب صاحب المحتوى أم القارئ؟

وأشار إلى أن المحاضرة تناولت الحديث عن كيفية إعادة وهج القراءة، حيث تم التطرق لبعض الأمثلة والمواضيع في ظل القصور الحالي من الجميع كمنظومة متكاملة، وأثرى الحضور الندوة بوجهات نظرهم المختلفة، وطالب الدهش الجميع بالتكاتف والتعاضد من أجل عودة الإبداع الأدبي إلى سابق عهده، مؤكدا أنه «لا يمكن إنتاج بيئة خصبة ولادة مبدعة إذا لم يكن هناك دعم بمختلف صوره واشكاله».

وأضاف أن ندرة المنتديات الأدبية والملتقيات الثقافية في الوقت الحالي، وكذلك عدم وجود اللقاءات المتلفزة، كلها ترسبات أدت إلى عدم الربط بين الأجيال، مما أدى إلى وجود محتوى فارغ وكتابة هشة لا ترتقي إلى مستوى الذائقة الأدبية، لذلك تمت الدعوة لهذه الندوة بهدف تكاتف الجميع لوضع النقاط على الحروف، من خلال الخروج بحلول وتوصيات للتسويق للأدب.