استبق وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي، استقبال الرئيس الأميركي دونالد ترامب لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي لم يتخلّ عن مخططاته الرامية لاحتلال غزة وتفريغها من سكانها، لتأكيد أن بلده رفضت «عروضاً سخية وكبيرة» مقابل تهجير الفلسطينيين من القطاع المحاصر، مشدداً على أن القاهرة «لا تساوم على مبادئها، وعلى رأسها عدم تصفية القضية الفلسطينية».

وقال عبدالعاطي، خلال تصريحات متلفزة ليل الأحد ـ الاثنين، إن من الوارد عقد لقاء بين الرئيس عبدالفتاح السيسي ونظيره الأميركي خلال العام المقبل، لكنّه نفى ما تردد عن عقد لقاء ثلاثي يجمع الرئيس المصري وترامب ونتنياهو قبل نهاية العام الحالي.

وأوضح أن «تهجير الفلسطينيين» الذي لم يتوقف الحديث عنه داخل أروقة الائتلاف اليميني الحاكم في تل أبيب، يُعد أحد الخطوط الحُمر التى وضعها السيسى للسياسة الخارجية المصرية، مشيراً إلى أن الرئيس شدد مراراً على أن مصر «لن تكون طرفاً في أي ظلم تاريخي يقع على الشعب الفلسطيني».

Ad

وفي وقت ينتظر أن يضغط ترامب على نتنياهو من أجل إقناعه ببدء المرحلة الثانية من خطته لإنهاء حرب غزة وإعادة إعمارها وتكثيف إغاثتها عبر فتح المعابر الحدودية لإدخال المساعدات من دون عوائق، والسماح للسكان بالتحرك ذهاباً وإياباً، أكد الوزير المصري أن معبر رفح «لن يكون بوابة لتهجير الفلسطينيين».

وأوضح عبدالعاطي أن «هناك طرفا يتلاعب بالألفاظ ويروّج للتهجير الطوعي، وهذا مرفوض، وهو حق يُراد به باطل، لأنه يخلق هناك ظروفا غير قابلة للحياة، وبالتالي يجبر المواطنين على المغادرة، وهذا تهجير وانتهاك سافر».

إلى ذلك، أعرب المتحدث باسم «حماس»، حازم قاسم، عن ثقة الحركة بقدرة الرئيس الأميركي على تحقيق السلام في القطاع والمنطقة «لأنه يستطيع إلزام الاحتلال بذلك». 

وقال حازم إن ترامب بذل جهداً مهماً في التوصل إلى وقف الحرب على القطاع، داعيا إياه إلى مواصلة الضغط على الاحتلال لإلزامه بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه.

وبيّن المتحدث، في تصريحات لـ «العربية»، السعودية أن الأوضاع الميدانية لا تزال تشهد سقوط أعداد كبيرة من الضحايا منذ دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ في 10 أكتوبر الماضي.

وأشار إلى أن أكثر من 420 شخصاً قُتلوا في غزة بعد بدء سريان وقف النار، على يد الجيش الإسرائيلي، مشيراً إلى أن الغالبية الساحقة من الضحايا هم من الأطفال والنساء وكبار السن.

في موازاة ذلك، أقرّت كتائب القسام (الجناح المسلح لـ «حماس») بمقتل المتحدث باسمها، المعروف بـ «أبو عبيدة»، بضربة إسرائيلية في أواخر أغسطس الماضي. ونعت الكتائب «القائد الملثّم»، حذيفة سمير الكحلوت، الذي تحوّل إلى رمز للفصائل المسلحة وللحرب النفسية بين «حماس» والاحتلال على مدى عامَين. كما أشارت إلى مقتل عدد آخر من قادتها هم محمد السنوار، محمد شعبانة، رائد سعد، وأبو عمر السوريان.

ووجّه ناطق جديد باسم كتائب القسام، في أول ظهور له، أمس، رسالة لأهالي القطاع، جاء فيها: «سلام على غزة بترابها ومائها وسمائها وهوائها، وسلام على رجالها ونسائها وأطفالها ومقاوميها وأبطالها».

ووسط تباين بشأن نتائج اللقاء الحاسم بين ترامب ونتنياهو، الذي يسعى لفرض مسار يبطئ التقدم في خطة غزة، ويسمح بتوجيه ضربة جديدة لإيران، كشفت بيانات طيران أن الطائرة التي أقلّت رئيس حكومة الاحتلال إلى الولايات المتحدة مرّت عبر أجواء 3 دول موقّعة على نظام روما الأساسي، رغم صدور مذكرة توقيف بحقه عن المحكمة الجنائية الدولية.

وسلكت الطائرة مسارا مختلفا عن ذلك الذي استخدمه نتنياهو في سبتمبر الماضي، عندما توجّه إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.