قالت الفنانة نيللي كريم إن حضورها للدورة الخامسة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي» هذا العام جاء مدفوعاً بشغف كبير، خصوصاً مع عرض فيلمها «القصص» للمخرج أبوبكر شوقي بالمسابقة الرسمية للمهرجان، وهو عمل وصفته بأنه من التجارب النادرة التي تجعل الممثل يشعر بأن جهده محفوظ، وأن طاقته تُستخدم في مكانها الصحيح.

وأكدت نيللي لـ «الجريدة» أن تعامل المخرج معها منحها يقيناً بأن العملية الإبداعية يمكن أن تكون سلسة ومباشرة عندما يمتلك المخرج رؤية واضحة، ويعرف ما يريده منذ اللحظة الأولى، مشيدة بتعامل شوقي في موقع التصوير، والتحضيرات التي أجراها قبل انطلاق التصوير.

وأضافت أنها شعرت بأن شخصية فيروز التي قدمتها في الفيلم تنتمي إلى عالم حقيقي قريب من الناس، فهي امرأة بسيطة الأحلام، لا تبحث عن معجزات، بل عن تفاصيل صغيرة تمنحها إحساساً بالأمان والاستقرار، موضحة أن قرب الشخصية من الواقع دفعها إلى احتضانها بسرعة، لأنها تحب الشخصيات التي تحمل ملامح بشرية صادقة.

Ad

وأشارت إلى أنها أدركت خلال السنوات الماضية أن أكثر ما يرهق الممثل غياب التركيز لدى بعض المخرجين، إذ يطلبون إعادة المشهد مرات عديدة، ومن زوايا لا ضرورة لها، مما يستهلك مشاعر الفنان وقدرته على الاستمرار بالحماسة نفسها، لافتة إلى أن المخرج الذي يعرف هدفه لا يعذّب الممثل بتجارب إضافية، بل يمنحه توجيهات دقيقة تختصر الجهد وتُغني الأداء.

وأكدت أن أبوبكر شوقي وكاملة أبو ذكري من أكثر المخرجين الذين يُشعرون الممثل بأنه عنصر أساسي في العملية الإبداعية، مشيرة إلى أنها خلال تصوير «القصص» فوجئت بكيفية إدارة المشاهد، إذ كانت تنتهي بسرعة ووضوح، الأمر الذي لم تعتده في تجارب أخرى، مما جعلها تفكر جدياً في خوض تجربة الإخراج يوماً ما، بدافع رغبتها في التعامل مع الممثلين بالاهتمام نفسه الذي تطمح إليه في كل عمل تقدمه.

وقالت إنها لم تنزعج أو تشعر بالقلق من تقديم الأدوار التي تتطلب منها أن تكون أماً لشباب كبار، أو امرأة تكبرها تجارب الحياة، مؤكدة أن الفنان الحقيقي يجب أن يتحرر من فكرة العمر، وأن يذهب إلى كل الشخصيات مادامت تخدم القصة وتمنح المشاهد تجربة صادقة، موضحة أن السنوات الأخيرة جعلتها أكثر ميلًا للتنوع، إذ قدّمت 4 أعمال سينمائية مختلفة تماماً خلال 2025 تتنقل فيها بين الكوميديا والدراما والشخصيات التاريخية.

وأشارت إلى أن المهم بالنسبة لها هو جودة الدور وليس مساحته، لافتة إلى أن المشاركة في فيلم قد لا تكون بطولتها المطلقة لا تقلل من قيمة حضورها، بل تضعها في مواجهة تحديات جديدة، خصوصاً أن الأفلام القوية هي التي تبقى في ذاكرة الجمهور، لا الخطوط الأولى على الملصق الدعائي.