مع وصوله إلى ولاية فلوريدا للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب، كشفت تسريبات متطابقة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، سيطلب الإذن من البيت الأبيض لشن هجوم جديد ضد إيران، وإن كان بالمستقبل، إضافة إلى السعي للحصول على ضوء أخضر من أجل «عملية عسكرية» جديدة في غزة لإرضاء الحلفاء من اليمين المتطرف في حكومته، قبل المُضي قُدماً في تطبيق المرحلة الثانية من خطة ترامب بشأن إنهاء الحرب وإعادة الاعمار بالقطاع الفلسطيني المنكوب.

وأفادت الإذاعة العبرية الرسمية، اليوم، بأن نتنياهو سيمهّد لشن هجوم محتمل مستقبلي على الجمهورية الإسلامية بموازاة تأكيده رفض الانتقال إلى المرحلة الثانية من خطة ترامب المؤلفة من 20 بنداً بغزة، إلا بعد تسليم «حماس» أسلحتها كاملة وجثمان الأسير الأخير ران غويلي.

وبحسب الإذاعة العبرية، فمن المتوقع أن يقدم نتنياهو أدلة على إحياء إيران لبرنامجها الصاروخي الباليستي وإعادة بناء دفاعاتها الجوية، معتبراً ذلك تهديداً أكثر إلحاحاً من البرنامج النووي.

Ad

وفي وقت يسعى نتنياهو إلى تحويل التركيز من غزة نحو إيران مع التمسك بشروط إسرائيل في خطة ترامب لإعادة تشكيل الواقع بالقطاع تحت إشراف مجلس الأمن، نقلت «معاريف» عن أوساط دبلوماسية أن لقاء متوتراً بانتظار رئيس الوزراء بفلوريدا، في ظل الخلافات الحادة مع الإدارة الأميركية بشأن عدة قضايا رئيسية تتضمن الوضع في سورية ولبنان.

وأضافت المصادر، أن نهج نتنياهو يعتمد على «ربط الملفات»، عبر التقدم في غزة مقابل «ضمانات تتعلق بإيران ولبنان، ومراعاة اعتبارات السياسة الداخلية، وربما دعم جهود العفو عنه»، إذ يواجه المحاكمة في قضايا فساد.

واليوم، اضطر نتنياهو إلى سلوك مسار طويل عن المعتاد خلال توجهه إلى الولايات المتحدة التي سيقضي بها 5 أيام، لتجنّب الدول التي قد تلتزم بمذكرة توقيفه التي أصدرتها محكمة العدل الدولية على خلفية اتهامه بارتكاب جرائم حرب في غزة.

ولم يرافق الصحافيون نتنياهو في الرحلة، مثلما جرت العادة، كما لم يدل بأي تصريح علني قبل صعوده إلى الطائرة. 

واقع الضفة

على جبهة أخرى، اعتقلت القوات الإسرائيلية 50 فلسطينياً، تم إطلاق سراح 47 منهم لاحقاً، واقتحمت حوالي 50 منزلاً وألحقت أضراراً بالشوارع واحتلت مدرسة خلال مداهمتها لبلدة قباطية الفلسطينية بالضفة الغربية المحتلة، التي حاصرتها لمدة 3 أيام بشكل كامل، رداً على قيام أحد سكانها الجمعة الماضي بقتل إسرائيليين.

وفي وقت كشفت تقارير عبرية ثغرات أمنية في السياج الإسرائيلي العازل على امتداد الضفة الغربية، أفضت إلى تسلل عناصر وعمالة غير شرعية إلى عمق المدن الإسرائيلية، تعرّض وزير الأمن القومي المتطرف، إيتمار بن غفير، للرشق بالحجارة من متظاهرين خلال زيارته قرية ترابين الصنعة البدوية في صحراء النقب، بعد توقيف 3 من سكانها العرب للاشتباه في قيامهم بإضرام النار وإلحاق أضرار بالسيارات في مناطق يهودية مجاورة.

وفي حادث منفصل، أصيب شرطي إسرائيلي في حادث دهس قرب القدس من قبل سائق يُزعم أنه كان ينقل فلسطينيين بشكل غير قانوني.

اختراق وحرب

إلى ذلك، أعلنت مجموعة قرصنة إلكترونية مرتبطة بإيران وتسمى حنظلة، اليوم، أنها اخترقت هاتفاً جوالاً لتساحي برفرمان رئيس ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي، السفير المعيّن لدى بريطانيا، بعد أيام من إعلانها اختراق حساب رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت على تطبيق تلغرام.

وذكرت «حنظلة» أنها تمكنت من الوصول إلى جهاز برافرمان، وحذّروا الدائرة المقربة من نتنياهو من تسريب معلومات حساسة.

وبعد أن قال مسؤولون إسرائيليون إن الادعاء قيد التحقيق، وإنه لم يتم تأكيد أي اختراق حتى الآن، ردت المجموعة ببيان حمل طابع التحدي، وقالت: «إلى الدائرة الداخلية لنتنياهو، إلى كل مسؤول لا يزال يحمل وهم السرية، كل سر أُودع لدى تساحي برفرمان، رئيس طاقم نتنياهو، حارس البوابة وخزنة كل الحقائق المحظورة، الآن مفتوح على مصراعيه. لدينا كل شيء: دردشات مشفرة، صفقات خفية، امتيازات أخلاقية واقتصادية مخزية، سوء استغلال للسلطة، ابتزاز ومدفوعات».

وهددت بأنها ستكشف تفاصيل إضافية عن قضية «قطرغيت» وعن تورّط برفرمان المزعوم بها.

وأمس، حذّر الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان من أن بلده «في حرب شاملة بمواجهة الولايات المتحدة وإسرائيل وأوروبا، فهم لا يريدون لبلدنا أن يكون واقفاً»، فيما أصدرت السلطات القضائية حكماً بالسجن على 5 إيرانيين بتهم تهديد أمن الدولة والدعاية ضد النظام وإهانة المرشد تم توقيفهم خلال حرب الـ 12 يوماً مع إسرائيل والولايات المتحدة.