عشية لقاء حاسم بين رئيس الوزراء الإسرائيلي والرئيس الأميركي دونالد ترامب، تطرقت عدة تقارير إلى اتساع الخلافات بين واشنطن وتل أبيب حول ترتيب الخطوات في غزة التي أكد الأخير، ليل الجمعة/ السبت، أنها ستكون محور تركيز الاجتماع في ولاية فلوريدا الأميركية.
وفي وقت يسود ترقب لنتائج اللقاء التي ستنعكس مخرجاته على تماسك الائتلاف اليميني الحاكم بالدولة العبرية، إضافة إلى عدة جبهات بالمنطقة، وسط توقعات بإعلان الانتقال إلى المرحلة الثانية بخطة ترامب المكونة من 20 بنداً لإنهاء الحرب بين إسرائيل و«حماس» وإعادة إعمار القطاع الفلسطيني، أفادت هيئة البث الإسرائيلية بوجود خلاف بين الولايات المتحدة والدولة العبرية بشأن ترتيب خطوات تلك المرحلة، بين البدء بعملية إعادة الإعمار أو الشروع أولاً في نزع سلاح الفصائل.
ونقلت الهيئة عن مصادر إسرائيلية لم تسمّها قولها إن إدارة ترامب «تسعى للانتقال إلى المرحلة الثانية خلال نحو أسبوعين، وتدفع باتجاه إطلاق إعادة الإعمار بالتوازي مع نزع سلاح الفصائل، في حين تصر إسرائيل على تفكيك حماس ونزع سلاح القطاع قبل البدء بأي خطوات تتعلق بالإعمار».
وفي وقت لم يعلن البيت الأبيض برنامج زيارة نتنياهو التي تستمر 8 أيام، فإنه من المتوقع أن يتناول اللقاء الذي سيكون الخامس بين الزعيمين خلال العام الحالي، والمقرر عقده بين يومي الأحد والاثنين، جملة من القضايا المركزية، في مقدّمتها الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق غزة، إلى جانب ملف إيران، سواء عبر بحث إمكانية تنفيذ ضربة جديدة، أو منح المسار الدبلوماسي فرصة جديدة.
كما سيبحث الجانبان، إعادة «حزب الله» بناء قوته، واحتمال تنفيذ عملية عسكرية أخرى في جنوب لبنان، إضافة إلى العلاقة بين إسرائيل والسلطات السورية الجديدة، والاتجاه الذي قد تسلكه، وإمكانية تحقيق إنجاز سياسي قريب في هذا الملف عبر التوصل إلى اتفاق أمني، الأمر الذي يحظى باهتمام شخصي من ترامب.
وتشمل المرحلة الثانية «تشكيل لجنة تكنوقراط مؤقتة لإدارة قطاع غزة، وملف الإعمار، وتشكيل مجلس السلام، وإنشاء قوة دولية، وانسحاب إضافي للجيش الإسرائيلي من القطاع، إضافة إلى نزع سلاح حماس».
ولاحقاً، أفادت مصادر رسمية إسرائيلية بأن 3 دول وافقت على إرسال قوات للمشاركة بمهمة استقرار غزة، في مقدمتها إندونيسيا. وبينما تظل مشاركة أذربيجان غير مؤكدة، بعد رفض إسرائيل لمشاركة تركيا بشكل نهائي، ألمحت أوساط عبرية إلى احتمال انضمام روسيا.
ميدانياً، واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي تسوية مناطق في رفح، تمهيداً لنقل السكان إلى أحياء جديدة تقام بداية بكرفانات، ثم ببناء دائم من دون وجود الجيش أو «حماس»، وسط تساؤلات حول قوة متعددة الجنسيات تعمل واشنطن على تشكيلها، تمهيداً لنشرها في القطاع الفلسطيني بتفويض أممي شبيه بمهمة «يونيفيل» في جنوب لبنان.
وشهدت مناطق متفرقة من غزة، أمس، سلسلة من الهجمات العسكرية المكثفة والمتزامنة التي شنتها قوات الاحتلال براً وبحراً وجواً، مستهدفة عدة محاور في الشمال والوسط والجنوب، في تصعيد ميداني خطير قضّ مضاجع المدنيين وهز أرجاء القطاع المحاصر وسط أوضاع إنسانية متردية.
وفي الضفة الغربية، شنت القوات الإسرائيلية عملية أمنية ببلدة قباطية جنوب جنين، لليوم الثاني على التوالي، في ظل حملة استجواب ميداني لعشرات الفلسطينيين، وتهجير قسري، وعمليات مداهمة مكثفة للمنازل، وتحويل بعضها لثكنات عسكرية، وسط عمليات تجريف للبنية التحتية.
وجاء ذلك في وقت دعا وزير الأمن الداخلي المتطرف ايتمار بن غفير الإسرائيليين إلى حمل السلاح عقب هجوم مزدوج نفذه فلسطيني من جنين، وأسفر عن مقتل إسرائيليين وإصابة آخر في مدينة بيسان قرب العفولة.