غداة إعلان المجلس الانفصالي تعرضه لغارات في حضرموت، حذّر المتحدث باسم تحالف دعم الشرعية باليمن، بقيادة السعودية، اللواء الركن تركي المالكي، المجلس الانتقالي الجنوبي بضرب تحركاته العسكرية المخالفة، ودعاه إلى الخروج من المواقع التي سيطر عليها أخيراً في الشرق أمس.

وقال المالكي إن التحركات العسكرية المخالفة لجهود خفض التصعيد سيتم التعامل معها بهدف حماية المدنيين، مضيفاً أنه استجابة للطلب المقدم من رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد العليمي، بشأن اتخاذ إجراءات فورية لحماية المدنيين بمحافظة حضرموت، نتيجة للانتهاكات الإنسانية بحقهم من قبل العناصر المسلحة التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، فإن قوات التحالف ستتعامل مع أي تحركات عسكرية تخالف هذه الجهود بشكل مباشر في حينه، بهدف حماية أرواح المدنيين.

وأضاف المالكي، في بيان بثته وكالة الأنباء السعودية (واس)، أن «التحركات تأتي استمراراً للجهود الدؤوبة والمشتركة للمملكة والإمارات في خفض التصعيد وخروج قوات (الانتقالي) وتسليم المعسكرات لقوات درع الوطن، وتمكين السلطة المحلية من ممارسة مسؤولياتها».

Ad

وشدد على استمرار موقف قيادة التحالف، حيث أهابت بالجميع إلى تحمّل المسؤولية وضبط النفس والاستجابة لجهود الحلول السلمية لحفظ الأمن والاستقرار.

خالد بن سلمان

في موازاة ذلك، وجه وزير الدفاع السعودي، خالد بن سلمان، رسالة إلى الشعب اليمني، أكد فيها أن الرياض مع القضية الجنوبية باعتبارها قضية سياسية عادلة لا يمكن تجاهلها أو اختزالها في أشخاص، أو توظيفها في صراعات لا تخدم جوهرها ولا مستقبلها.

وبحسب منشور على حسابه في «إكس»، أعرب بن سلمان عن تأكيد المملكة أن القضية الجنوبية ستظل حاضرة في أي حل سياسي شامل، ولن تُنسى أو تُهمش.

وكتب بن سلمان: «حان الوقت للمجلس الجنوبي في هذه المرحلة الحساسة لتغليب صوت العقل والحكمة والمصلحة العامة، ووحدة الصف بالاستجابة لجهود الوساطة السعودية - الإماراتية لإنهاء التصعيد، وخروج قواتهم من المعسكرات في المحافظتين، وتسليمهما سلمياً لقوات درع الوطن والسلطة المحلية».

وذكّر بأن السعودية جمعت كل المكونات اليمنية في مؤتمر الرياض، لوضع مسار واضح للحل السياسي الشامل، بما في ذلك معالجة القضية الجنوبية، كما أن اتفاق الرياض كفل مشاركة الجنوبيين في السلطة، وفتح الطريق نحو حل عادل لقضيتهم من خلال الحوار ودون استخدام القوة، وأشار إلى أن المملكة باركت قرار نقل السلطة، الذي أتاح للجنوبيين حضوراً فاعلاً في مؤسسات الدولة، وقدمت دعماً اقتصادياً ومشاريع ومبادرات تنموية وإنسانية أسهمت في تخفيف المعاناة عن الشعب اليمني.

وأكد أن الأحداث المؤسفة منذ بداية ديسمبر الجاري في محافظتَي حضرموت والمهرة أدت إلى شق الصف، وإهدار ما ضحى من أجله أبناء السعودية وأبناء اليمن، والإضرار بالقضية الجنوبية، وأوضح أن العديد من المكونات والقيادات والشخصيات الجنوبية أظهرت دوراً واعياً وحكيماً، في دعم جهود إنهاء التصعيد في المحافظتين والمساهمة في إعادة السِلم المجتمعي.

نصيحة قرقاش

 

في هذه الأثناء، قال المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات، د. أنور قرقاش، إنه «لا بُد من تغليب الحوار وابتكار المخارج السياسية، وحفظ العلاقات والتحالفات». وكتب قرقاش عبر منصات التواصل: «في هذه المرحلة الحرجة، التي مررنا بمثلها من قبل وسنواجهها مستقبلاً، لا بد من اعتماد الحوار وابتكار المخارج السياسية، وحفظ الصداقات والتحالفات وتعزيزها، وعدم قطع حبال التواصل والمودة»، وأضاف: «قدرتنا المشتركة على إيجاد حلول هادئة ومتزنة هي الأساس لرؤية إقليمية قوامها الاستقرار والازدهار».

جاء ذلك بعد ساعات من وصف مجلس الدفاع الوطني في اليمن التصعيد المستمر للمجلس الانتقالي الجنوبي منذ مطلع الشهر الجاري، بأنه تمرد على مؤسسات الدولة الشرعية، فيما تقدم رئيس المجلس الرئاسي بطلب لقوات التحالف بـ «اتخاذ كل التدابير العسكرية لحماية المدنيين في حضرموت». ورأى العليمي أن «التصعيد من قبل عناصر المجلس الجنوبي يعد خرقاً صريحاً لمرجعيات المرحلة الانتقالية، بما في ذلك إعلان نقل السلطة، واتفاق الرياض، وتمرداً على مؤسسات الدولة الشرعية، وتقويضاً لجهود الوساطة السعودية والإماراتية».

وفي ظل ضبابية بشأن موقف «الانتقالي» أمام الضغوط التي يتعرض لها من قبل التحالف بقيادة الرياض، أطلق مسؤولون بالمجلس الجنوبي تصريحات تشي بالرغبة في التصعيد.

وأكد رئيس الهيئة التنفيذية المساعدة للمجلس الانتقالي في وادي وصحراء حضرموت، محمد الزبيدي، أن «القوات المسلحة الجنوبية لن تنسحب من حضرموت»، زاعماً أن قواته «أتت في استجابة لاستغاثة أبناء وادي وصحراء حضرموت».

وقال الزبيدي: «انتشار قواتنا في حضرموت من مصلحة الجميع. ومطلبنا هو بقاء قواتنا الجنوبية، ومستعدون للتعاون مع قوات جنوبية أخرى في التأمين»، وتابع: «انتشار الانتقالي أفشل عمليات تهريب السلاح للحوثيين. ونحن لم نرفض الحوار يوماً، والشعب الجنوبي يؤيد وجودنا».

وشدد المسؤول الجنوبي على أنه «لن نقبل بأي قوات إخوانية في حضرموت ومستعدون لمواجهتها»، في إشارة إلى اتهام المجلس الانتقالي للقوات الحكومية بضم فصائل تتبع جماعة الإخوان وحزب الإصلاح.

واختتم بالقول: «المنطقة العسكرية الأولى كانت إخوانية حوثية بشهادة العالم. اليوم قواتنا على الأرض، وسنقاتل على أرضنا، وهذه رسالة للجميع، هذه أرضنا وهذه قواتنا ونحن باقون عليها ولن نتزحزح منها».

وشنت قوات «الجنوبي» فجر 3 الجاري «عملية عسكرية واسعة»، وقالت في بيان إنها «لتحرير وتطهير مدن وادي وصحراء حضرموت من العناصر الإرهابية والميليشيا العسكرية الإخوانية المتحالفة معها»، وأسفرت عن مقتل وإصابة نحو 77 من أفراد الجيش اليمني والفصائل القبلية المتحالفة معه، بالإضافة إلى السيطرة على حضرموت الغنية بالنفط والموارد، والمهرة المتاخمة لسلطنة عمان.