وسط أجواء مليئة بالإيمان والمحبة، احتفلت الكنيسة الكاثوليكية، كاتدرائية العائلة المقدسة في الكويت، بعيد الميلاد، وأقامت قدّاسا بالمناسبة ليل أمس وسط حضور عدد كبير من المؤمنين من مختلف الأطياف والثقافات والجنسيات. 

وفي هذا الصدد، قال النائب الرسولي لشمال شبه الجزيرة العربية، المطران ألدو بيراردي، إنه «من دواعي سرورنا الكبير أن نستقبل هذا العدد المبارك من المهنّئين والمؤمنين، ورؤساء الكنائس في الكويت، والدبلوماسيين، والزائرين، الذين حضروا للمشاركة في القداس، ولتبادل التهاني بمناسبة عيد الميلاد المجيد، والمشاركة في أجواء هذا الموسم السعيد».

وأضاف بيراردي: «باسم الكنيسة الكاثوليكية أعبّر عن خالص الشكر والامتنان لجميع من شرّفونا بحضورهم، لقد كانت زيارتكم علامة جميلة على الصداقة الكريمة، والقرب، وحُسن النيّة، وتعبيرا صادقا عن الروابط التي تجمع بين مكوّنات المجتمع في هذا الوطن الحبيب».

Ad

وتابع: «في هذا الزمن المبارك من عيد الميلاد، زمن السلام والوئام والفرح والمصالحة والمحبة، أتقدّم، باسم الكنيسة الكاثوليكية، بأصدق التهاني وأطيب التمنيات إلى سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، وإلى سمو وليّ العهد الشيخ صباح الخالد، وإلى الحكومة وأهل الكويت، ونسأل الله العليّ القدير أن يمدّ الجميع بموفور الصحة والعافية، والازدهار والنجاح، وأن يحمل هذا العيد المجيد والسنة الجديدة في طيّاتها فيضًا من النعم والبركات للكويت، لتبقى نموذجا مشرقا في الضيافة، والاحترام المتبادل، والشراكة الأخوية بين المسلمين والمسيحيين». 

وتوجّه بيراردي بجزيل الشكر للقيادة الكويتية الحكيمة لما تنعم به البلاد من أجواء الانفتاح وحرية العبادة، التي تتيح للمؤمنين الاجتماع للصلاة وممارسة إيمانهم بسلام، مؤكداً أن هذا الجو من التعايش هو كنز ثمين يعزّز تماسك المجتمع، ويبني جسور التفاهم بين أبناء الديانات والتقاليد المختلفة.

إلى ذلك، شهدت منطقة مجمّع الكنائس في منطقة المرقاب، أمس، حضورا حاشدا من المسيحيين الكاثوليك والإنجيليين من مختلف الجنسيات، الذين احتفوا بعيد الميلاد المجيد وسط عوائلهم وأصدقائهم، وكان لافتاً التواجد الأمني المكثف ودوريات المرور والأمن العام الذين تمركزوا في محيط الكنائس وبالشوارع والطرقات المؤدية إليها، تنظيماً لحركة السير، وتوفير سبل الأمن للمحتفلين.

وأكد المحتفلون أن هذه الأجواء الروحانية الاجتماعية تعكس قيم الميلاد التي تدعو إلى الوحدة والتسامح والمحبة، معبّرين عن امتنانهم للكويت التي توفّر أجواء من الحرية الدينية والتعايش السلمي، مما يبرز دورها كمنارة للتنوع، داعين الله العلي أن يحفظ الكويت قيادة وشعباً، لتبقى دائماً واحة أمن وأمان، وأن يديم عليها نعمتي الاستقرار والرخاء.