في خطوةٍ نوعية تهدف إلى تعزيز الوعي العاطفي والصحة النفسية لدى الأطفال، تواصل د. جنات بهبهاني تطوير مشروعها التربوي– النفسي، من خلال سلسلة «عالم آدم وسارة»، التي تسعى عبرها إلى تبسيط المفاهيم النفسية، وتقديمها للصغار بلغةٍ عربية قريبة من بيئتهم وثقافتهم.
وبهذه المناسبة، قالت د. بهبهاني: «الفكرة بدأت خلال حديث جمعها بزميلتها في دراسة الطب فوزية الرشيدي، حيث ناقشتا أهمية تعلُّم الأطفال أساسيات التعامل مع المشاعر والتقنيات النفسية البسيطة، وان اكتسابها في مرحلة مبكِّرة قد يجنِّبهم مستقبلاً الحاجة إلى تدخلات نفسية أعمق».
وأكدت أن السلسلة لا تغني عن دور الأطباء النفسيين، لكنها تُسهم في تخفيف حدة بعض المشاعر المكبوتة، مشيرة إلى نُدرة القصص العربية الهادفة التي تعالج هذا الجانب، الأمر الذي دفعها للتوجه إلى أدب الطفل كمدخلٍ لترسيخ الوعي النفسي بأسلوب مبسَّط وجاذب.
وذكرت أن الهدف من هذه السلسلة، هو تقديم قصصٍ تعزز الصحة النفسية للطفل باللغة العربية، وبأسلوبٍ يحمل الطابع المحلي، ليكون قريباً من بيئته وثقافته.
مشاعر الفقد
وأوضحت د. بهبهاني أنها حرصت منذ البداية على التعاون مع فنانات محترفات، وأنها تستعين في الوقت الحالي بثلاث فنانات يقدِّمن الهوية البصرية لأعمالها، لافتة إلى أن لديها حتى الآن خمسة إصدارات، من بينها قِصَّة تتمحور حول الحزن وألم الفقد، والموجهة للأطفال من عُمر 8 إلى 11 عاماً، حيث ركَّزت فيها على كيفية مساعدة الطفل على تجاوز مشاعر الفقد، والتعامل معها بطريقةٍ صحية ومناسبة لمرحلته العُمرية.
وذكرت أن الاعتقاد السائد بأن المشاعر السلبية غير صحية مفهوم خاطئ، مؤكدة أن الإنسان يمتلك نوعين من المشاعر: إيجابية، وسلبية. الإيجابية تساعد على النمو والازدهار، فيما «تمنحنا المشاعر السلبية القُدرة على حماية أنفسنا من المواقف التي تُثير هذا الشعور، فهي جزء طبيعي من التجربة الإنسانية، وليست أمراً ينبغي إلغاؤه أو تجاهله». وضربت مثالاً على ذلك، بقولها إن الخوف من الامتحان قد يكون شعوراً سلبياً، لكنه صحي، لأنه يدفع الطفل إلى الاستعداد بشكلٍ أكبر، وبذل جهدٍ إضافي. أما الخوف غير الصحي، فهو الذي يدفع الطفل إلى الهروب من الامتحان أو تجنُّب خوضه تماماً، وهنا يتحوَّل الشعور إلى عائقٍ لابد من التعامل معه بطريقةٍ صحيحة.
لوحة تواصل
وكانت د. بهبهاني أعلنت أخيراً مشروعاً جديداً بعنوان: «Augmentative and Alternative Communication (AAC) App»، عبارة عن لوحة تواصل إلكترونية مخصَّصة لمساندة المرضى الذين يعانون صعوبة في النطق أو الصمت الاختياري، ومن بينهم مرضى التوحد والمرضى المنوّمين في المستشفيات ممن لا يمتلكون القُدرة على التعبير اللفظي.
وأوضحت أن هذه اللوحة تُتيح لهم التواصل بطريقةٍ بديلة تساعدهم على التعبير عن احتياجاتهم ومشاعرهم بفاعلية أكبر إلى جانب الإصدارات.
وتوفر د. بهبهاني أدوات مساندة تساعد الأطفال وأسرهم على التعامل مع المشاعر، حيث تقدِّم لوحات للمشاعر تتضمَّن 25 شعوراً إيجابياً وسلبياً، وهي لوحات مغناطيسية يمكن وضعها على الثلاجة، لتسهيل تفاعل الطفل معها. كما أعدَّت لوحات تحمل شخصيتَي آدم وسارة، إلى جانب بطاقات حوارية للمشاعر تتضمَّن أسئلة موجهة للطفل، أبرزها: «أين يكمن هذا الشعور في جسدي؟»، بهدف مساعدة الطفل على التعرُّف إلى الأثر الجسدي للمشاعر المختلفة.