عقد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ونظيره التركي هاكان فيدان، أمس، مؤتمراً صحافياً مشتركاً في قصر الشعب بدمشق، في ختام زيارة وفد تركي رفيع المستوى إلى العاصمة السورية، ضم وزير الدفاع يشار غولر ورئيس جهاز الاستخبارات إبراهيم قالن. وأجرى الوفد التركي محادثات موسعة مع الرئيس السوري أحمد الشرع وعدد من كبار المسؤولين السوريين.وتركزت المباحثات السورية التركية حول ثلاثة ملفات رئيسية: اندماج قوات سورية الديموقراطية (قسد) في مؤسسات الدولة السورية، ومكافحة تنظيم داعش الذي عاد إلى الظهور مجدداً في بعض المناطق، والاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على الأراضي السورية.اندماج «قسد» وأكد الجانبان السوري والتركي توافقهما على ضرورة تسريع اندماج «قسد»، المدعومة من واشنطن، ضمن الجيش والإدارة السورية، بما يضمن وحدة الأراضي السورية ويضع حداً لسيطرتها على مناطق واسعة من شمال وشرق البلاد. وشددا على أن هذا الاندماج يجب أن يتم في إطار الدولة السورية الواحدة، ومن دون أي صيغ موازية أو كيانات ذات طابع خاص.وأوضح الشيباني أن «اتفاق 10 مارس» مع «قسد» يعكس الإرادة السورية في توحيد البلاد، إلا أن دمشق لم تلمس حتى الآن، بحسب قوله، إرادة جدية لتنفيذه. وأضاف أن الحكومة السورية بادرت أخيراً بتقديم مقترح لتحريك الاتفاق بصورة إيجابية، وتلقت رداً عليه يوم أمس، وتعمل حالياً على دراسته، مع التأكيد على رفض أي طرح يمس وحدة سورية أو سيادتها.وأشار الشيباني إلى أن المباحثات التركية ـ السورية تناولت أيضاً وضع تصور مشترك للتعامل مع أوضاع شمال شرق سورية، باعتبارها منطقة أساسية من البلاد، مؤكداً أن الدولة السورية تولي منطقة الجزيرة اهتماماً خاصاً. وحذر من أن أي تأخير في اندماج «قسد» ينعكس سلباً على استقرار المنطقة ويعرقل جهود إعادة الإعمار فيها.من جانبه، اتهم وزير الخارجية التركي هاكان فيدان «قسد» بالمماطلة، مشيراً الى أن اندماجها في الإدارة السورية يمثل مدخلاً أساسياً لتحقيق الاستقرار ورفاه الشعب السوري، ومؤكداً أن هذا المسار يجب أن يتم عبر الحوار والتوافق، وبما يخدم مصلحة الجميع. واعتبر أن استمرار «قسد» خارج هذا الإطار يجعلها عائقاً أمام استقرار سورية، مشيراً إلى عدم وجود نية لديها لإحراز تقدم حقيقي في المباحثات مع دمشق، فضلاً عن اتهامها بتنفيذ بعض أنشطتها بالتعاون مع إسرائيل.منع «داعش» من الظهور وفي ملف مكافحة الإرهاب، أكد الوزيران أن محاربة تنظيم داعش ومنع عودته مجدداً إلى الساحة السورية تشكل أولوية مشتركة، في ظل مؤشرات على تجدد نشاطه في بعض المناطق. وأشار الشيباني إلى أن التنسيق مع الجانب التركي يشمل مكافحة التنظيم ومنع ظهوره من جديد، ضمن إطار يحفظ أمن البلاد ووحدتها.بدوره، شدد فيدان على أن سورية عضو في التحالف الدولي لمكافحة «داعش»، وأن مواجهة التنظيم تمثل عنصراً أساسياً لتحقيق الاستقرار طويل الأمد في سورية والمنطقة.توسع إسرائيل وفيما يتعلق بالاعتداءات الإسرائيلية، ناقش الجانبان الهجمات المتكررة التي تشنها إسرائيل على الأراضي السورية، وأكدا أنها تسهم في زعزعة الاستقرار. ودعا فيدان إسرائيل إلى التخلي عن سياساتها التوسعية، معتبراً أن اعتماد نهج قائم على التوافق المتبادل مع دول المنطقة بدل التصعيد من شأنه الإسهام في تعزيز الأمن الإقليمي. وأعرب الوزير التركي عن أمله في أن تفضي المفاوضات بين سورية وإسرائيل إلى نتائج إيجابية تسهم في خفض التوتر.إلى جانب الملفات الثلاثة الرئيسية، تناولت المباحثات عودة اللاجئين السوريين الطوعية، وتنفيذ مشاريع اقتصادية وتنموية، إضافة إلى قضايا الطاقة والتعاون الإقليمي والتجاري والاقتصادي.وأكد فيدان أن رفع عقوبات «قانون قيصر» يشكل عاملاً مهماً في تعزيز الاستقرار، متوقعاً أن يؤدي إلغاؤه إلى تدفق استثمارات كبيرة إلى سورية، في ظل ما وصفه بتحقيق تقدم ملموس في مساري الأمن والاستقرار.وبالتزامن مع ختام الزيارة، قالت وسائل إعلام سورية، إن قناصة تابعون لـ «قسد» استهدفوا نقاطاً للأمن العام شمالي حلب. وكانت مديرية الأمن الداخلي في مدينة البوكمال بمحافظة دير الزور السورية، أعلنت أمس، عن عملية مداهمة محكمة لأحد المنازل، أسفرت عن ضبط صواريخ من نوع «سام-7»، كانت معدة للتهريب خارج البلاد.
دوليات
دمشق وأنقرة: الضغط على «قسد» ومكافحة «داعش» ورفض توسع إسرائيل
الشرع مستقبلاً الوفد التركي في دمشق أمس
22-12-2025