أعاد معرض أثري لجميلة الجميلات «الملكة نفرتاري» البريق للمتحف المصري بالتحرير- وسط القاهرة، بعد انزواء الأضواء عنه في الفترة الماضية، ونقل معظم محتوياته للمتحف الكبير، حيث نظَّم متحف التحرير معرضاً أثرياً بعنوان: «نفرتاري... في رحاب جميلة الجميلات»، ويمتد حتى 28 فبراير المقبل، والذي يسرد أسرار الملكة نفرتاري.
المعرض إعداد المؤرخ الأثري وخبير التصوير فرنسيس أمين، ويقدم من خلاله رؤية بصرية متعمقة وغير مسبوقة لمقبرة الملكة نفرتاري، عبر مجموعة مختارة من اللقطات الأثرية النادرة التي التقط بعضها بعناية فائقة لتوثيق أدق تفاصيل النقوش والرسومات. كما يضم مجموعة من الجعارين الملكية التي تمثل تمائم الحظ والوقاية من الشرور في الحضارة القديمة.
ويأتي تنظيم المعرض لينفي شائعات تردَّدت في الآونة الأخيرة عن إغلاق متحف التحرير بعد افتتاح المتحف المصري الكبير على مشارف الأهرامات.
وإضافة إلى معرض «جميلة الجميلات»، الذي اجتذب العديد من الزائرين، نظَّم المتحف أيضاً معرضاً جماعياً، شارك فيه أكثر من خمسين فناناً بعنوان: «من البردي الأخضر إلى الفن الخالد»، نظمته مؤسسة المنتدى الدولي للفن من أجل التنمية، بالتعاون مع منظمة يونسكو، استمر مدة أسبوع، وضم لوحات وأعمالاً تستلهم الحضارة المصرية القديمة، وتُعيد تقديمها بصورة تدمج بين التراث والحاضر، جميعها مرسومة على ورق البردي.
وأكد د. علي عبدالحليم- مدير المتحف المصري بالتحرير، أن المتحف لا يزال يحتفظ بعشرات الآلاف من القطع المهمة والثمينة، موضحاً أن المبنى العتيق يضم بين جدرانه 170 ألف قطعة نادرة. ونفى أي توجه لتحويل المبنى إلى مجرَّد «مخزن للآثار».
وعن معرض نفرتاري (جميلة الجميلات)، قال المؤرخ الأثري فرنسيس أمين إنه يكشف أسرار «أجمل مقبرة مصرية قديمة» بالمتحف المصري، حيث يرجع اكتشاف مقبرتها إلى عام 1904، في منطقة بيبان الحريم بوادي الملكات، إذ تم العثور على درج غامض يقود إلى ممر ضيق، هذا الممر لم يقد إلى الذهب والكنوز، بل إلى شيء أثمن بكثير، وهو مقبرة الملكة نفرتاري (ميريت إن موت)، زوجة الملك رمسيس الثاني.
وتُعد قِصة نفرتاري ورمسيس الثاني من أجمل قصص الحُب التي عرفها التاريخ المصري القديم، وتُشير بعض المرويات إلى أن الملكة شاهدت الاحتفال ببناء مقبرتها على ظهر مركب نيلي، حيث كانت ظروفها الصحية صعبة، فتم حملها على قاربٍ عائد إلى العاصمة طيبة، حيث توفيت بعدها بفترة قصيرة لتدفن فيها، وهي واحدة من أجمل المقابر في البر الغربي بالأقصر، وتُعد الجدران نفسها هي الكنز الحقيقي، حيث عُثر على 550 متراً مربعاً من النقوش والمناظر الجدارية التي وُصفت بأنها الأكثر جمالاً وفخامة في تاريخ مصر القديمة، وبدت نفرتاري في أوج أناقتها ورشاقتها، كما صوَّرها فنانو رمسيس الثاني.
ويقدم المعرض تجربة للزائرين للتعرُّف على النصوص الدينية الفريدة، بما في ذلك فصول لم تُر من قبل من كتاب الموتى، والتي تُظهر رحلة الملكة الأنيقة عبر العالم الآخر، والتي وصفها الملك رمسيس الثاني في معبد أبوسمبل بأنها «السيدة التي تشرق الشمس من أجلها».