في خطوة قد تتسب مواجهة عسكرية بين فنزويلا والولايات المتحدة، نقلت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، عن مصادر أن الحكومة الفنزويلية أمرت السفن الحربية بمرافقة ناقلات النفط لحمايتها، في وقت تعهّد الرئيس الفنزويلي الاشتراكي، نيكولاس مادورو، بمواصلة الوفاء بالتزامات تصدير النفط، عقب إعلان الرئيس دونالد ترامب منع دخول وخروج جميع ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات من الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية.  

وعلى عكس ما حصل قبل أيام، عندما صادرت الولايات المتحدة ناقلة في عرض البحر دون أي مقاومة، قد تؤدي مرافقة سفن عسكرية فنزويلية للناقلات الى مواجهة عسكرية، وسط التوتر المتصاعد.

وكان مادورو قال أمس الأول إن بلاده ترفض الحرب، لكنها ستواصل «التجارة المتبادلة» للنفط، فيما أكد وزير دفاعه، فلاديمير لوبيز، جاهزية القوات للدفاع «بأي ثمن»، عن حقوق البلاد «في مجالها الجوي ومناطقها البحرية».

Ad

ورغم ذلك، بدأت بعض ناقلات النفط في تغيير مسارها بعيدا عن فنزويلا التي تملك أكبر احتياطيات نفطية في العالم. ولم يتضح بعد ما الذي قصده ترامب تحديدا بتهديداته، فالعقوبات الأميركية التي اعتمدت خلال ولايته الأولى تجعل من غير القانوني للأميركيين شراء الخام الفنزويلي من دون ترخيص من وزارة الخزانة.

وإضافة إلى ذلك، تم فرض عقوبات على مئات السفن بحدّ ذاتها، وهي جزء من «أسطول ظل» ضخم يضم سفنا متهالكة في الغالب، انتشرت في السنوات الماضية لنقل النفط لمصلحة إيران وروسيا وفنزويلا وغيرها من خصوم الولايات المتحدة الخاضعين للعقوبات.

ووفقا لشركة ويندوارد، وهي شركة استخبارات بحرية تساعد المسؤولين الأميركيين في استهداف أسطول الظل، هناك نحو 30 سفينة خاضعة للعقوبات تبحر بالقرب من فنزويلا. وبدأت بعض هذه السفن بالفعل في تغيير مسارها. وقال موقع أكسيوس إن الجيش الأميركي يراقب نحو 18 نقالة وينوي مصادرتها. 

وفي أوضح تصريح حول أهدافه في فنزويلا، بعد أن ربط سابقاً التهديدات بحربه على المخدرات، جدد ترامب، أمس الأول، مطالبته لكراكاس بـ «إعادة» الأصول إلى الولايات المتحدة قال إن فنزويلا «سرقتها» من بلاده، في إشارة الى شركات أميركية قامت فنزويلا بتأميمها عبر فترات مختلفة من تاريخها. 

وفي منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، وصف نائب رئيس هيئة موظفي ترامب، ستيفن ميلر، تأميم فنزويلا لصناعة النفط بأنها «أكبر سرقة مسجلة للثروة والممتلكات الأميركية».

ومنذ أوائل سبتمبر، أغرقت القوات الأميركية نحو 25 سفينة يُزعم أنها تهرّب المخدّرات في البحر الكاريبي وشرق المحيط الهادي، مما أسفر عن مقتل نحو 100 شخص كانوا على متنها.

وفي أحدث هذه العمليات، دمّرت القوات الأميركية، أمس الأول، قاربا جديدا يُزعم أنه مرتبط بتهريب المخدرات في المياه الدولية بشرق المحيط الهادئ، وقتلت 4 أشخاص كانوا على متنه.

وفيما أعلنت الصين دعمها طلب فنزويلا لعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي لمناقشة التهديدات الأميركية، قالت وزارة الخارجية الروسية، أمس، إنها تأمل في ألا ترتكب إدارة ترامب خطأ فادحا بشأن فنزويلا، مشيرة الى قلق موسكو من القرارات الأميركية التي تهدد الملاحة الدولية.

وأضاف البيان أن موسكو تفضّل تبنّي الحوار بين واشنطن وكراكاس، وتأمل ألا تخوض الولايات المتحدة أكثر في وضع ستكون له «عواقب لا يمكن التنبؤ بها على نصف الكرة الغربي بأكمله»، وأكد دعم روسيا «لنهج حكومة مادورو»، كما دعا «الكرملين» دول المنطقة إلى التحلّي بضبط النفس.