مع عودة السخونة للتحذيرات الإسرائيلية من خطر ملفي تسلح إيران النووي والصاروخي، وفي ظل تمسُّك طهران بعدم السماح لمنظمة الطاقة الدولية بتفتيش منشآت تخصيب اليورانيوم التي استهدفتها الدولة العبرية والولايات المتحدة خلال حرب الـ 12 يوماً، وصف الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، الشروط التي تطرحها واشنطن لاستئناف المفاوضات النووية بأنها مهينة، مؤكداً أن طهران غير مستعدة لقبولها تحت أي ظرف.
وقال الرئيس الإيراني، في تصريحات ليل الأربعاء ـ الخميس، إن بلاده «تفاوضت سابقاً مع الولايات المتحدة، وكانت مستعدة للتوصل إلى اتفاق، لكنها قامت بنسفه عبر الحرب»، في إشارة إلى 5 جولات من المفاوضات انتهت بعد هجوم إسرائيل المفاجئ على إيران في يونيو الماضي.
وأضاف بزشكيان أن الجمهورية الإسلامية «تسعى للسلام ولا تريد الصراع مع أحد، لكنها لا تقبل الذل وترفض البلطجة وفرض الإملاءات وستقف بوجه أي جهة تمارس الترهيب»، لافتاً إلى أن طهران أعلنت مراراً «عدم رغبتها بصنع قنبلة نووية مع إبداء الاستعداد للتعاون ولأي عملية تحقق دولية». واتهم إسرائيل والولايات المتحدة بالعمل على وضع عراقيل أمام حكومته «كي لا تتمكن من أداء مهامها».
ورأى أن «الطرف الآخر يسعى إلى تجريد إيران من جميع عناصر قوتها وإضعافها في مواجهة الكيان الصهيوني»، مشدداً على أن «من غير المقبول أن يقولوا لنا إن علينا أن نتنازل عن قدراتنا الصاروخية ثم تهاجمنا إسرائيل وهي مدججة بالأسلحة».
جاء ذلك بعد ساعات من نفي وزير الخارجية، عباس عراقجي، خلال اجتماع مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو، إرسال طهران رسائل إلى إدارة الرئيس دونالد ترامب بشأن إحياء مسار التفاوض.
من جهة ثانية، أكد المتحدث باسم هيئة الأركان الإيرانية، أبوالفضل شكارجي، أن خط إنتاج الصواريخ في بلده واصل عمله دون أي توقف بعد الضربة الاسرائيلية.
وأثار الرئيس الإيراني جدلاً بتصريحات أمس، قال فيها إن «الأعداء (إسرائيل) جاءوا لتفتيت البلاد، في حرب الـ 12 يوماً، لكن قوة الشعب جعلتهم أذلّاء وخائبين. صحيح أن صواريخنا كانت حاضرة، لكن صواريخهم كانت أفضل منا، وأدقّ، وأكثر عدداً، وأقوى، وأسهل استخداماً».
في غضون ذلك، ذكر تقرير لـ «واشنطن بوست» أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب خططا خلال اجتماعهما الأول في فبراير الماضي لضرب البرنامج النووي الإيراني قبل تنفيذ الهجوم الذي بدأته الدولة العبرية قبل أن تلتحق بها الولايات المتحدة.
وأشارت معلومات الصحيفة الأميركية إلى أن الحليفين وضعا برنامجاً محكماً للتضليل الإعلامي، مما أدى إلى تباين واضح بين سياسات نتنياهو وترامب تجاه إيران.
وفقاً للمصادر طرح نتنياهو 4 خيارات على ترامب وشملت هذه الخيارات: هجوماً إسرائيلياً حصرياً، وهجوماً تقوده إسرائيل بدعم أميركي محدود، وهجوماً بالتعاون الكامل، أو هجوماً تقوده الولايات المتحدة.
وبينما اختار ترامب منح الدبلوماسية النووية فرصة، استمر تبادل المعلومات الاستخباراتية والتحضيرات للهجوم الذي بدء عشية موعد كان مقرراً لانعقاد جولة تفاوضية في سلطنة عمان بين واشنطن وطهران.
إلى ذلك، أفادت صحف عبرية وغربية بأن إسرائيل تحقق في ظروف مقتل نونو لوريرو، وهو عالم برتغالي يهودي يعمل أستاذاً للعلوم النووية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، في منزله رمياً بالرصاص، قبل أيام، مضيفة أن تل أبيب تبحث في احتمال تورط إيران بالعملية رداً على اغتيال إسرائيل عشرات العلماء النوويين الإيرانيين في حرب يونيو. ووصفت وكالة تسنيم التابعة للحرس الثوري الضحية بأنه «عالم صهيوني».