بينما حذرت الأمم المتحدة من أن وقف إطلاق النار في غزة لايزال هشاً، أفادت مصادر بأن قائد الجيش الباكستاني عاصم منير يستعد لزيارة واشنطن خلال الأسابيع المقبلة للقاء الرئيس دونالد ترامب، في ثالث اجتماع بينهما خلال 6 أشهر، مرجحة أن يتمحور اللقاء حول مشاركة إسلام آباد في قوة الاستقرار التي تعمل الولايات المتحدة على تشكيلها ونشرها في القطاع الفلسطيني.

وذكرت وكالة «رويترز» أن واشنطن تضغط على باكستان للمساهمة في قوة غزة الدولية، وهي خطوة يقول محللون إنها قد تثير ردود فعل داخلية واسعة وتؤدي إلى إعادة إشعال احتجاجات من أحزاب إسلامية تعارض بشدة الولايات المتحدة وإسرائيل.

ورغم عدم إعلان باكستان رسمياً موافقتها على المشاركة لكن وزير خارجيتها محمد إسحاق دار قال في وقت سابق إن بلده قد تنظر في المساهمة بقوة حفظ السلام، لكنه شدد على أن نزع سلاح «حماس» ليس من مهمة إسلام آباد، بل هي «مهمة الفلسطينيين وأجهزة إنفاذ القانون لديهم»، وأوضح دار أن رئيس الوزراء شهباز شريف أعلن بعد التشاور مع منير أن باكستان مستعدة للمساهمة، لكن بعد معرفة ما هو التفويض وما طبيعة المهمة وشروط العمل لتلك القوة.

Ad

وجاء ذلك في وقت تحدثت أوساط عبرية عن موافقة إيطاليا وإندونيسيا فقط على المشاركة في القوة التي تحظى بتفويض أممي، فيما تخشى إسرائيل من أن تسعى واشنطن إلى الانتقال إلى المرحلة الثانية من خطة ترامب حتى لو لم يعد جثمان الرقيب أول ران جفيلي، آخر الرهائن المتوفين في غزة، وقبل وضع خطة عملياتية واضحة لنزع سلاح «حماس» التي تعرض تجميده أو تخزينه فقط، وتحذر من أن محاولة نزعه بالقوة ستتسبب في صدامات واضطرابات.

ومن المرتقب أن يستقبل ترامب، في نهاية ديسمبر الجاري، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث تأخذ خطة غزة النصيب الأكبر من النقاشات، إلى جانب الوضع في لبنان وسورية.

وعشية تنظيم القيادة الوسطى الأميركية «سنتكوم» مؤتمراً دولياً لمناقشة هيكلية قوة غزة في الدوحة، بحضور نحو 40 دولة، مع استبعاد تركيا بسبب «فيتو» إسرائيلي، كشفت هيئة البث العبرية أن قائد سلاح الجو الإسرائيلي، اللواء تومر بار، عقد لقاء استراتيجياً مع كبار قادة سلاحي الجو في كل من اليونان وقبرص، بهدف تعزيز التعاون العسكري والأمني بين الدول الثلاث، على خلفية محاولات أنقرة المتزايدة لتعزيز نفوذها الإقليمي، لاسيما في سورية وشرق المتوسط.

ميدانياً، شن طيران الاحتلال الإسرائيلي سلسلة غارات عنيفة على شرق مدينة غزة، بينما تفاقمت الأزمة الإنسانية في القطاع المحاصر، وسط انهيارات متتالية لمنازل كانت قد تضررت خلال الحرب، جراء الأمطار التي هطلت على القطاع أخيراً.

وأعلن الدفاع المدني انهيار 17 مبنى سكنيا بشكل كامل منذ بدء المنخفضات الجوية، وغرق 90 في المئة من مخيمات الإيواء، مؤكداً وفاة 17 فلسطينيا إثر انهيار المباني وموجة البرد.

من جهة ثانية، أشار الدفاع المدني إلى انتشار جثامين 30 شخصا من أصل 60 من عائلة فلسطينية قضوا تحت أنقاض منزلهم، التي قصفها الجيش الإسرائيلي في مدينة غزة خلال حرب الإبادة.