غداة تحذير المرشد الإيراني علي خامنئي من تعرض بلده لحملة من أعدائها تستهدف الرأي العام والهوية الثقافية، بهدف تغيير النظام بعد ما اعتبره فشلاً للحرب الإسرائيلية - الأميركية خلال يونيو في تحقيق ذلك، قال وزير الخارجية عباس عراقجي، خلال اجتماعه بنظيره الروسي سيرغي لافروف، في موسكو، إن بلاده تعول بشكل كبير على التنسيق والتشاور مع روسيا، لضمان عدم تكرار الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي الإيرانية.
وأعرب عراقجي عن تقدير بلاده لموقف موسكو الداعم لطهران خلال «حرب الـ 12 يوماً» الأخيرة، مثمناً الدور الروسي في «تلك المرحلة الحرجة».
وقال عراقجي، إن الضربات الأميركية تسببت في أضرار بالبرنامج النووي لكنها لم تدمر قدرات ايران النووية، مشدداً على أن بلاده سوف «تمارس حقها في تخصيب اليورانيوم.
من جهته، أكد وزير الخارجية الروسي أن إيران، بصفتها عضواً في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تتمتع بالحق الكامل في تخصيب اليورانيوم وفق القوانين الدولية، لافتا إلى أن موسكو وطهران ترغبان في تسوية سلمية لقضية الملف النووي الإيراني.
وأكد الوزيران، في مؤتمر صحافي مشترك بموسكو، الاتفاق على تعزيز التعاون بين بلديهما في مواجهة «العقوبات الأحادية»، إضافة إلى دفع المشاريع الاستراتيجية المشتركة وتعزيز التعاون في المجال النووي.
في موازاة ذلك، أعلن أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني، ونائب رئيس الوزراء الروسي لشؤون النقل فيتالي سافيليف تسريع العمل على استكمال مشروع الممر الدولي للنقل من الشمال إلى الجنوب، حيث تعهدت طهران بإزالة العقبات التنفيذية والمؤسسية القائمة في المستقبل القريب لتفعيل تنفيذ المشروع قانونياً وإدارياً.
في المقابل، حذر رئيس الموساد ديفيد برنياع من أن إيران تخطط لخداع العالم و«تنفيذ اتفاق نووي سيئ آخر»، مؤكداً أن اتفاقا ضعيفاً لن يسمح له بأن يدخل حيز التنفيذ، مؤكداً في الوقت نفسه أن إسرائيل ملزمة بضمان عدم قدرة إيران على استئناف برنامجها النووي.
وقال برنياع: «لم نسمح ولن نسمح بتنفيذ اتفاق سيئ. دولة التزمت بتدمير إسرائيل، وخدعت العالم في تطوير أسلحة نووية وتخصيب اليورانيوم إلى مستويات لا يمكن تفسيرها إلا برغبتها في امتلاك قدرة نووية عسكرية، هي دولة ستندفع قدما بمجرد أن تتاح لها الفرصة. فكرة الاستمرار في تطوير قنبلة نووية لا تزال تتردد في قلوبهم».
إلى ذلك، قال الرئيس الإيراني الوسطي السابق حسن روحاني، خلال لقاء جمعه بعدد من المسؤولين السابقين في حكومته، إن «على الشعب أن يشعر بأن تحولاً كبيراً يلوح في الأفق»، مضيفاً: «للأسف، نشهد اليوم في مجتمعنا استقطاباً حول كل قضية. وكأن بعض الناس لا ينتبهون إلى المشكلات الأساسية في البلاد، ولا يدركون الوضع الذي نعيشه، لذلك يجب أن تبقى تلك المبادئ الرئيسية حاضرة في أذهاننا جميعاً».
وتابع روحاني: «في ظل الوضع القائم بالبلاد، حيث يثير الجميع الضجيج، وكل طرف يقول شيئاً، وقد انقلبنا على بعضنا البعض وأصبحنا نقف في مواجهة بعضنا، هل يمكن أن نصل إلى أي نتيجة؟»، وأردف: «لا أقبل القول إنه لا توجد أي انفراجة على الإطلاق في السياسة الخارجية. ومن غير المقبول الادعاء بوجود جمود كامل، وأنه لا يمكن القيام بأي شيء لكسره. لن تُحل جميع مشكلات معيشة الناس في المدى القصير، لكن لا بد من اتخاذ خطوة مهمة».