بعد أيام من إعلان استراتيجية الأمن القومي الأميركية التي تركز على النصف الغربي من الكرة الأرضية، وتتعهد بدعم اليمين القومي المتطرف في أوروبا، فاز السياسي اليميني المتطرف، خوسيه كاست، اليوم، بانتخابات الجولة الثانية للرئاسة في تشيلي بأغلبية ساحقة، ليصبح أول مدافع عن دكتاتورية أوغوستو بينوشيه (1973 - 1989) يصل إلى السلطة بعد عودة الديموقراطية إلى هذا البلد اللاتيني.
وحصد المرشح اليميني المتشدد، وهو نجل عائلة من المهاجرين الألمان من أصول نازية، 58.1 بالمئة من الأصوات مقابل 41.8 بالمئة لمنافسته من ائتلاف يسار الوسط، الشيوعية يانيت خارا. وجاء ذلك في عملية انتخابية شهدت للمرة الأولى في الانتخابات الرئاسية تصويتا إلزاميا، وتضاعفت فيها الأصوات البيضاء والمُلغاة، مقارنة بالجولة الأولى.
وفي خطابه الأول كرئيس منتخب، شكر كاست، الذي يتبع طائفة شوينشتات الكاثوليكية المتطرفة، قال: «لا شيء يمكن أن يكون ممكنا لولا وجود الرب. وهذا أمر لا يمكننا أن نتجاهل الاعتراف به. لا يحدث شيء في الحياة بالنسبة لمن هم من أهل الإيمان، إلّا بِصِلة مباشرة مع الرب. وفي هذا الصدد، أقول إنها شرف ومسؤولية هائلة بالنسبة لي، هذه الولاية الواسعة التي تلقيناها اليوم».
ودعا كاست إلى وحدة البلاد، ووعد بالحكم «لجميع التشيليين»، وشكر دعم الليبرالي اليميني المتطرف، يوهانس كايزر، واليمين التقليدي وقائدته إيفلين ماتزاي، وهي ابنة جنرال في مجلس بينوشيه، وأثنى على «شجاعة» منافسته، التي طلب احترامها، رغم الخلافات.
كما كرر سياساته القمعية لاحتواء الهجرة غير النظامية والعنف، لكنّه خفف من حدّة خطابه، وخفّض بشكل خاص التوقعات التي غذّاها خلال حملته الانتخابية، طالبا الصبر، لأن التغييرات «لا يمكن إجراؤها في وقت قصير».
وفور إعلان الخبر، تلقى كاست سيلا من التهاني من قادة اليمين المتطرف الدولي، الذين عبّروا عن سعادتهم بفوز في تشيلي يفاقم تحوّل أميركا الجنوبية نحو اليمين المتطرف، تماشيا مع مواقف رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب.
ونيابة عن البيت الأبيض، رأى وزير الخارجية ماركو روبيو أنه تحت قيادة كاست، ستعزز تشيلي الأولويات المشتركة، مثل تعزيز الأمن العام، ومكافحة الهجرة غير القانونية، وتنشيط العلاقة التجارية الثنائية، وأعرب عن استعداده للعمل بشكل وثيق مع الحكومة التشيلية المستقبلية.
وكان الرئيس الأرجنتيني، خابيير ميلي، الذي قال كاست إنه «يشاركه الأحلام»، أكثر حماسة، حيث أعرب عن «سعادته الغامرة» بفوز «صديقه»، ووعد بالعمل معه لكي «تعتنق أميركا أفكار الحرية».
كما أعرب عن رغبتهم في التعاون وتوثيق العلاقات رؤساء الإكوادور، دانييل نوبوا، وبوليفيا، رودريغو باز، وباراغواي، سانتياغو بينا، وكوستاريكا، رودريغو تشافيس.
بينما كان الرئيس البرازيلي التقدمي لولا دا سيلفا أكثر اتّزانا، حيث أكد التزام البرازيل بتعزيز العلاقات الثنائية والروابط الاقتصادية والتجارية، والحفاظ على أميركا الجنوبية كـ «منطقة سلام».
وكان التعليق الأقوى من رئيس كولومبيا، غوستابو بيترو، الذي حذّر من أن «رياح الموت تهبّ على الأميركتين»، ودعا دول كولومبيا الكبرى القديمة إلى «المقاومة بسيف بوليفار مرفوعاً».