أقامت نقابة الفنانين والإعلاميين، في مقرها بمنطقة شرق، معرضاً فنياً بعنوان «تأملات سريالية في التراث الكويتي»، شاركت فيه طالبات كلية التربية الأساسية- قسم التربية الفنية، بإشراف د. فاطمة العازمي، وافتتحه رئيس النقابة د. نبيل الفيلكاوي، بحضور عددٍ كبير من الطالبات المُشاركات، إضافة إلى جمعٍ من الفنانين التشكيليين.

وبعد جولته، أكد د. الفيلكاوي أن النقابة تُولي اهتماماً كبيراً بدعم المواهب الشابة، مشدداً على أن مقر النقابة سيظل حاضنة للإبداع والمبدعين، لا سيما طلاب وطالبات المؤسسات التعليمية الفنية. 

وأضاف: «نؤمن بأن دعم الطالبات والطاقات الشابة هو استثمار حقيقي في مستقبل الحركة الفنية والثقافية بالكويت، ويسعدنا احتضان مثل هذه المعارض، التي تعكس قُدرة على الجمع بين الأصالة والتراث من جهة، والفكر الإبداعي الحديث من جهة أخرى»، مشدداً على أن أبواب النقابة ستظل مفتوحة لكل مبدعٍ يسعى إلى تقديم عمل فني جميل. 

Ad

من جانبها، قالت د. العازمي إن فكرة المعرض انطلقت من تعريف الطالبات بالمدارس الفنية الحديثة، وتحديداً المدرسة السريالية، لكن من خلال زاوية محلية تنطلق من الهوية والتراث الكويتي، مؤكدة أن «السريالية، رغم كونها فكراً فنياً غربياً، لكنها تحمل مساحة واسعة للخيال والتأويل يمكن توظيفها بما يتناسب مع ثقافتنا».

وأضافت أن المعرض يمثل حصيلة عمل استمر على مدار «كورسين» دراسيين كاملين ضمن مقرر التصوير الفني بكلية التربية الأساسية– قسم التربية الفنية، حيث تم التركيز على تدريب الطالبات على البحث البصري، ودراسة عناصر التراث الكويتي والأدوات التراثية، ثم إعادة صياغتها فنياً بأسلوبٍ مُعاصر قائم على الخيال والابتكار.

وأوضحت د. العازمي أن الهدف الأساسي من التجربة هو تحفيز الحس الإبداعي لدى الطالبات، وتشجيعهن على النظر إلى التراث المحلي برؤية جديدة ومختلفة، بعيداً عن القوالب التقليدية، متابعة: «حرصت على أن تعيش الطالبات تجربة فنية متكاملة، تبدأ من البحث والدراسة، مروراً بالتجريب الفني، وصولاً إلى إنتاج أعمالٍ تحمل بصمتهن الخاصة».

وذكرت أن السريالية، بوصفها اتجاهاً يعتمد على الخيال وتحرير العقل من النمطية، شكَّلت أرضية خصبة لتمكين الطالبات من التعبير عن أفكارهن ومشاعرهن ورؤيتهن للتراث بأسلوب مُعاصر، مؤكدة أن دمج الفكر السريالي بالتراث الكويتي أتاح مساحةً أوسع للإبداع، وأسهم في إنتاج أعمال تحمل طابعاً محلياً بروح عالمية. 

ولفتت إلى أن عدد الطالبات المشاركات في المعرض بلغ نحو 65 طالبة، فيما تجاوز عدد الأعمال الفنية المعروضة 100 عمل فني، عكست تنوُّع الأساليب والاتجاهات الفنية، وقُدرة الطالبات على توظيف العناصر التراثية في معالجات تشكيلية حديثة، مشيدةً بمستوى الالتزام والجدية التي أبدتها الطالبات طوال فترة العمل.

واختتمت د. فاطمة العازمي تصريحها بالتأكيد على أهمية إقامة مثل هذه المعارض الطلابية، لما لها من دور في صقل المواهب الشابة، وربط الجانب الأكاديمي بالتطبيق العملي، مثمنة دعم نقابة الفنانين والإعلاميين، واحتضانها لهذه المبادرات الفنية، التي تُسهم في إثراء الحركة التشكيلية، وتعزيز حضور الإبداع الشبابي في المشهد الثقافي الكويتي.