عاد وفد منتخب الكويت الأول لكرة القدم إلى البلاد، عصر أمس، قادماً من العاصمة القطرية الدوحة، بعد خروجه من الدور الأول لبطولة كأس العرب 2025، مكتفياً بنقطة واحدة وضعته في ذيل ترتيب المجموعة الثالثة، في مشاركة لم ترقَ إلى مستوى الطموحات التي سبقت انطلاق البطولة.

وبعودة اللاعبين إلى أنديتهم، يستعد النشاط الكروي المحلي للاستئناف من جديد، حيث تُستأنف منافسات دوري زين الممتاز يوم الأربعاء المقبل «17 الجاري» بإقامة الجولة التاسعة، وسط ترقب لما ستسفر عنه المرحلة المقبلة من انعكاسات فنية ونفسية على اللاعبين الدوليين بعد المشاركة القارية.

الأزرق كان قد استهل مشواره في البطولة بتعادل إيجابي مع المنتخب المصري 1-1، قبل أن يتلقى خسارتين متتاليتين أمام الأردن والإمارات بنتيجة واحدة 3-1، في أداء اتسم بالتذبذب وعدم الاستقرار، ما أثار العديد من علامات الاستفهام حول الجاهزية الفنية والذهنية للمنتخب.

Ad

ومع انتهاء المشاركة، يدخل المنتخب في فترة راحة تمتد حتى موعد التوقف الدولي المقبل في شهر مارس، حيث تخطط الإدارة الفنية في الاتحاد الكويتي لكرة القدم لإقامة معسكر داخلي أو خارجي في إحدى الدول الخليجية، على أن تُمنح الأولوية للدولة التي تتيح خوض مباراتين وديتين على الأقل، في إطار التحضير للاستحقاقات المقبلة.

في سياق متصل، تعقد الإدارة الفنية اجتماعاً مهماً يوم الأحد المقبل في مقر الاتحاد بالعديلية، بحضور الجهازين الفني والإداري، لمناقشة أداء المنتخب في البطولة، وتقييم المرحلة الماضية بكل تفاصيلها. وسيتم خلال الاجتماع تسليم التقريرين الفني والإداري الخاصين بمعسكر مصر والمشاركة في كأس العرب، كما من المقرر أن يحصل المدرب البرتغالي هيليو سوزا وجهازه المعاون على إجازة قصيرة يقضونها في بلدانهم بعد انتهاء الاجتماع.

إيجابيات المشاركة

ورغم الخروج المبكر، إلا أن المشاركة لم تخلُ من بعض الإيجابيات، أبرزها تأهل المنتخب للمرة الأولى إلى نهائيات كأس العرب، وتقديم مستويات مشجعة في الدور التمهيدي، لا سيما الفوز على موريتانيا بهدفين دون رد، والانتصار الودي على تنزانيا 4-3 والتعادل مع غامبيا 2-2، في مواجهات أظهرت قدرة الفريق على العودة في النتيجة رغم التأخر، إلى جانب منح الفرصة لعدد من العناصر الشابة، مثل الظهير الأيسر محمد الشريفي الذي سجل ظهوره الأول مع المنتخب.

... والسلبيات

في المقابل، لم تغب السلبيات عن المشهد، وفي مقدمتها عدم استقرار المدرب سوزا على تشكيل ثابت طوال مباريات البطولة، وهو ما أثار تساؤلات عدة، خاصة أن النهج ذاته قد لا يتناسب مع طبيعة المنتخب الكويتي، رغم نجاحه سابقاً مع البحرين. كما بدا واضحاً غياب الانضباط التكتيكي، وتراجع التركيز الذهني لدى اللاعبين، وهو ما تجلى في عدم قدرة الفريق على الحفاظ على تقدمه أمام مصر، وعجزه عن العودة في المباراتين التاليتين رغم التأخر.

استياء

ولم تخلُ المشاركة من مواقف سلبية أثارت الاستياء، أبرزها طرد اللاعب سلطان العنزي أمام الإمارات بعد تصرف غير مسؤول تجاه أحد لاعبي الخصم، وهو ما اعتبرته الأوساط الرياضية تصرفاً لا يليق بلاعب من أصحاب الخبرة، ويستوجب وقفة حازمة من الجهازين الفني والإداري.

وبين الإيجابيات والسلبيات، تبقى المشاركة في كأس العرب محطة مهمة لاستخلاص الدروس، وإعادة ترتيب الأوراق، في ظل تطلعات جماهيرية كبيرة لرؤية الأزرق في صورة أكثر إشراقاً في الاستحقاقات المقبلة.

هيليو: أفتخر بما قدمه اللاعبون

أعرب مدرب منتخب الكويت لكرة القدم هيليو سوزا الثلاثاء عن فخره بلاعبي المنتخب على ما قدموه في البطولة والفترة الماضية، مؤكداً أن المستقبل واعد للمنتخب.

وأضاف سوزا، في المؤتمر الصحافي عقب لقاء الإمارات، أن اللاعبين حاولوا العودة والضغط على الخصم بقوة وزخم لتعديل النتيجة في الشوط الثاني لكن تمكن منتخب الامارات من التسجيل، مؤكداً أن الظروف لم تكن في مصلحة المنتخب.

وبين أن اللاعبين يقدمون الكثير من الجهد ونحن نحضر اللاعبين لتقديم كل ما لديهم وزيادة تنافسيتهم في مختلف المناسبات، مشيراً إلى أن الجمهور كان يطمح إلى نتيجة أفضل لكن هذا الأمر يحتاج إلى مزيد من الوقت.

وبسؤاله عن تهيئة اللاعب نفسياً، قال «إننا نعمل على ذلك للوصول إلى التوازن العاطفي داخل الملعب»، مشيراً إلى أنه دائماً ما يحفز اللاعبين ويدعمهم لتقديم أفضل ما لديهم وتحقيق النتائج الإيجابية.