خرج منتخب الكويت من بطولة كأس العرب المقامة في الدوحة من الباب الضيق، بعد أن اكتمل المشهد التعيس بظهور بائس باهت وخسارة ثقيلة أمام المنتخب الإماراتي في المباراة الثالثة. مشهد كان متوقعاً، فالإخفاق صار لنا عادة متكررة، و«موسماً» لا يفوّت! وكما اعتدنا، سيمر هذا الإخفاق مرور الكرام، وسيُراهن القائمون على الاتحاد والمسؤولون عن كرتنا ورياضتنا على عامل الوقت لنسيان ما حدث، بانتظار خيبة جديدة وصفحة أخرى في كتاب الخسارات الطويل.
وما زاد الطين بلة، تصريحات مدرب المنتخب، البرتغالي سوزا، الذي قال إنه «فخور بالمستوى الذي قدمه اللاعبون»! إذا كان الخروج من دور المجموعات برصيد سبعة أهداف في شباكنا، وأربع ضربات جزاء ضدنا، وبطاقتين حمراوين، يثير الفخر، فماذا سيقول مدرب منتخب الأردن المتأهل بالعلامة الكاملة؟! أو مدرب فلسطين الذي تصدر مجموعته أمام منتخبات متأهلة لكأس العالم؟! أو حتى مدرب سورية الذي قلب التوقعات؟!
وسط كل ما حدث من تخبط فني وإداري، لا يمكن إعفاء اللاعبين من المسؤولية، فهم أيضاً شركاء في هذا المشهد البائس... تصرفات صبيانية، وأخطاء غير مسؤولة لا تليق بمن يرتدي قميص المنتخب الوطني، من احتكاكات غير مبررة إلى بطاقات حمراء مجانية، إلى تضييع فرص سهلة وكأن المباراة نزهة لا أكثر.
ومن أمن العقوبة أساء الأدب... فغياب المحاسبة عن الأداء والسلوك جعل بعض اللاعبين يتصرفون وكأنهم فوق المنتخب، وفوق النقد، بل وفوق الوطن أحياناً. لم نرَ روح القتال، لم نرَ الغيرة على الشعار، كل ما رأيناه هو أداء باهت، مواقف فردية، وتمثيل رديء لفريق من المفترض أن يحمل اسم «الكويت».
نعم، من حق اللاعب أن يخطئ، لكن ليس من حقه أن يستهتر، ومن حق الجمهور أن يحلم، لكن ليس من العدل أن يُخذل كل مرة على يد من لا يدركون قيمة القميص الذي يرتدونه، فإذا كان بعض اللاعبين يعتقدون أن تمثيل المنتخب مجرد محطة للظهور أو جولة سياحية، فربما آن أوان غربلة جادة، فالكويت لا تستحق هذا العبث المتكرر.
بنلتي
أما رئيس الاتحاد الذي يصف من ينتقد أداء المنتخب واللاعبين بأنهم «أعداء السعادة»، فنرد عليه بهذه الخاطرة:
لَسْنَا «أَعْدَاءَ السَّعَادَةِ»، بَلْ أَعْدَاء لِلْفَشَل...
نَحْنُ أَعْدَاءُ مَنْ زَرَعَ دَاخِلَنَا الْمَلَلَ بِلَا كَلَل...
مَنْ يَقْتُلُ فِي كُلِّ مَرَّةٍ فِينَا شُعلةَ الْأَمَلَ...
نَحْنُ أَعْدَاءُ مَنْ إِلَّا عَنْ نَفْسِهِ وَكُرْسِيِّهِ ما سَأَلْ..
بَيْنَ العَرَبِ كُنَّا مَضْرِبَ الْمَثَل...
وَالْيَوْمَ فِي آخِرِ الرَّكْبِ صِرْنَا،
نَبْكِي رِيَاضَةً تُساقُ نَحوْ الأَجَل
بقيادةٍ لا تًعرِفُ للعمل معنىً ولا للخَجَل
وإذا كان كل هذا لا يكفي ليدق جرس الإنذار، فربما نحتاج إلى صافرة نهاية، لنعلن هزيمتنا نحن أيضاً أمام هذا العبث.