في احتفاء يجمع عبق البدايات بروح الحداثة، افتتحت الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية في مقرها بمنطقة حولي معرض «الرواد المشترك مع الجيل المعاصر 1950- 2025»، لتتحول القاعة إلى مساحة زمنية واحدة.
وشهد الافتتاح حضور السفيرة الهندية لدى الكويت باراميتا تريباثي، ورئيس الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية عبدالرسول سلمان، وجمع كبير من الفنانين، في معرض أكد أهمية الفن بوصفه لغة مشتركة تعبر الأزمنة وتوحد الرؤى.
وكتب سلمان في الكتالوج الخاص بالمعرض كلمة، من أجوائها: «يجمع المعرض بطياته الأجيال الفنية المختلفة في الكويت، فجاءت الأعمال معبرة عن التطور في الفن التشكيلي، حيث استفاد المشاركون من التجارب السابقة واليوم الاشتراك لعرض الأعمال مع نخبة من الفنانين الرواد والمحترفين، ويبرز هذا المعرض مستويين: الأول من جيل الرواد، والثاني الجيل المعاصر».
وأضاف: «أظهر رواد هذين المستويين قدراتهم في الرسم والتلوين، وعبرت الأعمال عن المستوى الراقي لعمل التشكيلي الكويتي من نماذج مهمة عن التوجهات الجمالية، خاصة بعد التحول بالرؤية في وسائل التعبير الفني، وكذلك في المنهج والأسلوب وفي أدوات التصوير ومادته».
«الجريدة» رصدت بعض أعمال الفنانين المشاركين، ومنهم الفنان إبراهيم البلوشي الذي قدّم عملا فنيا توثيقيا، بعنوان «الكشتة»، مستحضرا مشهدا زاخرا بالتفاصيل الإنسانية، ففي هذه اللوحة قدم البلوشي رؤية واقعية توثق لحظة من لحظات «الكشتة»، تلك العادة الاجتماعية التي كانت تمثل متنفساً ومجالاً للراحة والتلاقي خارج حدود البيوت.
وفي ركن آخر من المعرض، تدخل د. هناء الملا في عملها التشكيلي إلى فضاء تجريدي يستند إلى الانسياب اللوني وتفكك الشكل، مقدمة رؤية معاصرة تعيد تعريف العلاقة بين المادة والفراغ، بينما قدمت الفنانة بدور الكندري لوحة تجريدية هندسية تعتمد على بناء بصري متماسك يستند إلى توازن المساحات اللونية وتقاطعات الخطوط.
وفي عمل الفنان إبراهيم إسماعيل، الذي جاء بعنوان «النقعة»، صور الحياة البحرية في زمن كانت المراكب الخشبية تشكل شريان الاقتصاد، وتظهر اللوحة كمشهد نابض بالحركة، تتوزع فيه السفن الراسية والرجال العاملون في الماء وعلى الضفاف، في توثيق بصري دقيق لتفاصيل يومية ارتبطت بمهن الغوص والسفر والتجارة.
وقدمت الفنانة عذاري بوحمد في عملها رؤية معاصرة تقوم على التجريب في الشكل والضوء والكتلة، وتظهر اللوحة مجموعة من الأواني الزجاجية والمعدنية مع ثمار الرمان.