وسط حديث عن ضغوط أميركية على الدولة العبرية للدفع باتجاه بدء المرحلة الثانية من خطة الرئيس دونالد ترامب بشأن إنهاء حرب غزة وإعادة تأهيل وإعمار المنطقة المنكوبة، أعلن منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية، أن معبر رفح سيُفتح «في الأيام المقبلة» للسماح حصراً بخروج سكان غزة إلى مصر، فيما نفت الأخيرة وجود اتفاق يسمح بعبور السكان في اتجاه واحد، بحسب الهيئة العامة للاستعلامات، التابعة لرئاسة الجمهورية.

ونقلت هيئة الاستعلامات، عن مصدر مسؤول اليوم، نفيه ما تداولته الأوساط الإسرائيلية عن التنسيق لفتح المعبر البري الرابط بين غزة وسيناء خلال الأيام المقبلة، للخروج فقط.

وأكد المسؤول المصري أنه إذا تم التوافق على فتح المعبر فسيكون العبور منه في الاتجاهين للدخول والخروج من القطاع، وفقاً لما ورد بخطة ترامب.

Ad

في موازاة ذلك، نقلت قناة العربية عن مصدر مصري أنه لن يكون هناك تهجير من غزة إلى سيناء، وأنه سيتم السماح لأهالي القطاع الموجودين في مصر بالعودة للقطاع مرة أخرى، وفقاً للقواعد المعمول بها، ومن الاتجاهين.

وأوضح أن القاهرة ستستقبل فقط الجرحى والمصابين والحالات الإنسانية من غزة، مشيراً إلى أن السلطات المصرية ستبلّغ الوسيط الأميركي رفضها للتصريحات الإسرائيلية.

فلسطينياً، شددت حركة فتح على رفضها القاطع لفتح المعبر في اتجاه واحد، محذّرة من أن التصريحات الإسرائيلية تمثّل تنصلاً من الالتزامات التي أكدها مجلس الأمن بشأن إعادة تشغيل الممر البري بكلا الاتجاهين.

وفي ظل التوتر المكتوم بين القاهرة وتل أبيب بشأن هذه القضية الحساسة، صرح مسؤول إسرائيلي ل «القناة 12» العبرية بأن «إسرائيل فتحت المعابر للسماح لسكان غزة بالخروج، وإذا كان المصريون لا يريدون استقبالهم فهذه مشكلتهم».

وجاء ذلك بعد أن زعمت «القناة 13 العبرية» أن خروج الغزيين سيكون ممكناً بالتنسيق مع مصر، وفقاً لاتفاق وقف النار الذي تضمّنته خطة ترامب، بعد موافقة أمنية من إسرائيل، وتحت إشراف وفد الاتحاد الأوروبي، على غرار الآلية التي تم تفعيلها في يناير الماضي.

من جانب آخر، تحدثت مصادر إسرائيلية عن ممارسة ترامب ضغوطاً على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، للسماح بدخول قوات تركية إلى غزة، ضمن قوة الاستقرار الدولية التي يواجه الجانب الأميركي تحدياً كبيراً بتشكيلها، تمهيداً لنشرها بالقطاع.

ميدانياً، شنّ جيش الاحتلال، ليل وفجر الأربعاء، سلسلة غارات جوية ومدفعية مكثفة استهدفت بشكل رئيسي حي التفاح ومنطقة السنافور شرقي مدينة غزة، بالإضافة إلى خان يونس ورفح، في تصعيد جديد يواصل خلاله خرق اتفاق وقف النار الساري منذ 10 أكتوبر الماضي. وزعم الجيش أنه عثر الأسبوع الماضي على منصات إطلاق صواريخ في غزة كانت مُعدّة للإطلاق تجاه إسرائيل.

من جهة أخرى، أعرب نتنياهو، خلال اجتماع رفيع المستوى، عن دعمه لعشرات البؤر الاستيطانية الزراعية التي يديرها اليهود في الضفة الغربية المحتلة، حتى في الوقت الذي أصدر توجيهات لمسؤولي الأمن لتوسيع جهود الحد من العنف من قبل الشباب المستوطنين المتطرفين ضد الفلسطينيين، وفقاً لوثيقة حكومية داخلية تم تسريبها اليوم.