في أكبر خسارة بشرية لأوكرانيا من بدء العزو الروسي، لقي وزير الداخلية دينيس مناستيرسكي، ونائبه الأول يفغيني ينين حتفهما في حادث سقوط مروحية من طراز إيرباص «إتش 225» في بروفاري في العاصمة كييف.

وأعلن رئيس الشرطة الأوكرانية، إيغور كليمينكو، أن المروحية كان على متنها 9 من قيادات الداخلية، من بينهم إلى جانب وزير الداخلية ونائبه، النائب الأول، وسكرتير الدولة للشؤون الداخلية لوبكوفيتش، مبيناً أنها تحطمت في منطقة سكنية بالقرب من روضة أطفال، ما أسفر عن مقتل 18 من بينهم 3 أطفال، وإصابة ما لا يقل عن 26 شخصاً نصفهم أطفال.

وإذ اعتبر الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، أن تحطم المروحية «مأساة مروعة»، أوضح مكتبه أنها حدثت خلال توجه وزير الداخلية ومعاونيه من قيادات الوزارة إلى إحدى نقاط الصراع الساخنة.
Ad


وقال زيلينسكي: «اليوم (أمس) وقعت مأساة مروعة في بروفاري في منطقة كييف. تحطمت مروحية تابعة لجهاز الدولة لحالات الطوارئ واندلع حريق في موقع التحطّم. الألم لا يوصف».

وكتب رئيس الوزراء دينيس شميهال، على التلغرام «خسارة كبيرة للفريق الحكومي وللدولة بكاملها. تعازيّ الصادقة لعائلات الضحايا. أصدرت تعليمات (للمسؤولين) بتشكيل فريق خاص على الفور لإجراء تحقيق مفصل في كل ملابسات المأساة».

ذخائر إسرائيل

في غضون ذلك، لجأت الولايات المتحدة إلى استخدام مخزوناتها الكبيرة من الذخائر في إسرائيل لإمداد أوكرانيا تلبية لحاجتها الماسة، خصوصاً لقذائف المدفعية التي تشكل العمود الفقري لقوتها القتالية البرية في الحرب مع روسيا.

ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز»، عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين أن «وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن اتخذ خلال محادثة مشفرة مع نظيره الإسرائيلي السابق بيني غانتس العام الماضي قراراً بنقل 300 ألف قذيفة عيار 155 ملم إلى أوكرانيا، نصفها تم شحنه من إسرائيل لأوروبا، وسيتم تسليمها في النهاية من خلال بولندا والباقي من كوريا الجنوبية.

وأكد متحدث عسكري إسرائيلي لوكالة الأنباء الألمانية نقل المعدات المخزونة في إسرائيل للقوات الأميركية منذ بضعة أسابيع بناء على طلب مسؤولين أميركيين.

وقالت «نيويورك تايمز» إن إسرائيل، التي رفضت تزويد أوكرانيا بالأسلحة لأسباب أمنية، «أعربت في البداية عن مخاوفها» من إمكانية أن تسوء العلاقات مع موسكو، إذا بدا أنها مشاركة في تسليح أوكرانيا.

ووفقاً للصحيفة، يعود مخزون الذخيرة الأميركية إلى حرب 1973، عندما نقلت معدات عسكرية جواً إلى إسرائيل. وبعد الحرب، تمت إقامة مخازن لاستخدامها في حال اندلاع أزمة بالمستقبل.

وأضافت الصحيفة أن إسرائيل استخدمت المخزون في عمليات ضد حزب الله اللبناني عام 2006، وضد حركة حماس في قطاع غزة عام 2014، على أن تقوم واشنطن بإعادة ملء المخزون بصورة مستدامة.

بوتين وكسينجر

في المقابل، اعتبر الرئيس فلاديمير بوتين، في اجتماع مع قدامى المحاربين على هامش مشاركته في الاحتفال بمناسبة مرور 80 عاماً على رفع الحصار عن مدينة لينينغراد أمس، أنه «لا بديل عن النصر في أوكرانيا».

وذكَر بوتين بأن حرب 1812 شهدت تجمع الجنسيات المختلفة من أوروبا لتواجه روسيا تحت قيادة نابليون بونابرت، مؤكداً أن ذلك تكرر في الحرب العالمية الثانية 1941-1945، بعد أن أخضع هتلر كل أوروبا لسيطرته، وفي حصار لينينغراد ارتكب الجرائم ممثلون عن جميع دول أوروبا.

وخلال مشاركة عبر الفيديو في منتدى دافوس، طالب وزير الخارجية الأميركي الأسبق، هنري كيسنجر، أمس الأول، بمنع تصعيد الحرب لتصبح ضد روسيا تجنباً لصراع نووي، مشدداً أيضاً على ضرورة «إعطائها فرصة للانضمام مجدداً إلى النظام الدولي بعد أي اتفاق سلام في أوكرانيا».

وقال كيسنجر: «خراب روسيا قد يعني صراعاً داخلياً وتدخلاً خارجياً، في وقت يوجد فيه 15000 سلاح نووي وأكثر على أراضيها، ولهذا السبب أؤمن بضرورة الحوار معها بينما تستمر الحرب والمناقشات والعقوبات والضغوط الأخرى حتى يتم التوصل إلى تسوية نهائية».

وتابع: «أعتقد أن هذا هو السبيل لمنع تصعيد الحرب».

واعتبر كيسنجر أن الغزو الروسي أظهر أنه لم يعد هناك من مبرر لبقاء أوكرانيا خارج حلف شمال الأطلسي (الناتو)، رغم أنه كان في السابق من المعارضين لهذه الخطوة.

وفي المنتدى ذاته، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إن النزاع في أوكرانيا لايزال مستمرا، والوضع بعيد كل البعد عن تحقيق السلام.

من جهته، حذر وزير الدفاع الألماني الجديد بوريس بيستوريوس، في حديث لمجلة «شبيغل»، من أن بلاده تشارك بشكل غير مباشر في القتال الدائر في أوكرانيا، لافتاً إلى أنه يتوجب على وزارته، التكيف مع الوضع الجدي المترتب بسبب النزاع.

بدوره، اتهم وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الولايات المتحدة بتشكيل ائتلاف من الدول الأوروبية لحل «المسألة الروسية» بالطريقة نفسها التي سعى بها الزعيم النازي أدولف هتلر إلى «حل أخير» لإبادة يهود أوروبا.

وأكد لافروف أنه لم ير بعد أي مقترحات جادة لإقرار السلام، وأن أفكار الرئيس فولوديمير زيلينسكي غير مقبولة، ودعا حلف شمال الأطلسي مجددا إلى إزالة بنيته التحتية العسكرية من أوكرانيا والدول الأخرى القريبة من روسيا. وأعلن نائب رئيس مجلس الأمن دميتري ميدفيديف أن المفاوضات الجديدة تتطلب الموافقة على الاعتراف بنتائج استفتاء المناطق السابقة لأوكرانيا، ووضع قواعد دولية جديدة. وفي تطور آخر، قرر بوتين إنهاء المعاهدات مع مجلس أوروبا وفق القانون. وقدم إلى البرلمان أمس الأول مشروعاً يتعلق بالاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان، وقمع الإرهاب، والميثاق الاجتماعي الأوروبي، واتفاقيات أخرى.

من جهتها، أكدت وزارة الدفاع الروسية تحرير بلدة سول الوقعة قرب سوليدار المحررة الأسبوع الماضي، مؤكدة أنها قتلت أكثر من 300 جندي على أربعة محاور قتال أساسية في دونباس خلال يوم.