في قرار قد يثير ارتياحاً لدى بعض حلفاء الولايات المتحدة ويزعج آخرين، وقّع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الأول، أمراً تنفيذياً يطلق عملية لتصنيف عدة أفرع لجماعة الإخوان المسلمين، بما فيها لبنان والأردن ومصر، منظمات إرهابية أجنبية، وإرهابيين عالميين محددين بشكل خاص، بدلاً من تصنيف الجماعة كلها، وهو الأمر الذي سعى إليه ترامب خلال ولايته الأولى.
وأفاد البيت الأبيض بأن «ترامب يتصدى لشبكة جماعة الإخوان العابرة للحدود، التي تغذي حملات الإرهاب، وعدم الاستقرار ضد مصالح الولايات المتحدة وحلفائها في منطقة الشرق الأوسط»، مشيراً إلى أن تلك الفروع «ترتكب أو تسهّل أو تدعم العنف وحملات زعزعة الاستقرار التي تضر بمناطقها، ومواطني الولايات المتحدة، ومصالحها».
وبحسب الأمر التنفيذي، فإن الجناح العسكري للفرع اللبناني للجماعة قد انضم إلى حركة حماس وحزب الله وفصائل فلسطينية أخرى في شن عدة هجمات صاروخية على إسرائيل في أعقاب هجوم 7 أكتوبر 2023، كما أن أحد كبار قادة الجماعة في مصر قد دعا في ذلك اليوم إلى تنفيذ هجمات ضد حلفاء الولايات المتحدة، كما قدم قادة الفرع الأردني دعماً مادياً ل «حماس» على مدى فترة طويلة.
وجاء في الأمر أن «من سياسة الولايات المتحدة التعاون مع شركائها في المنطقة من أجل القضاء على قدرات وعمليات فروع جماعة الإخوان التي يتم تصنيفها منظمات إرهابية أجنبية».
وبموجب هذا الأمر، يتعين على وزيري الخارجية ماركو روبيو والخزانة سكوت بيسن تقديم تقرير مشترك إلى ترامب في غضون ثلاثين يوماً يتضمن توصيات حول الأفرع التي ينبغي إدراجها في التصنيف، على أن يتم الانتهاء من الإجراءات النهائية لذلك التصنيف في غضون 45 يوماً بعد تقديم التقرير.
ولطالما دعا الجمهوريون وأصوات يمينية إلى تصنيف «الإخوان» جماعة إرهابية، كما بذل ترامب جهوداً مماثلة لاتخاذ ذلك القرار خلال فترة ولايته الأولى.
وفرض حاكم ولاية تكساس جريج أبوت، وهو جمهوري أيضاً، الأسبوع الماضي التصنيف ذاته على الجماعة على مستوى الولاية.
وإذا مضت إدارة ترامب في تنفيذ هذه التصنيفات الإرهابية، فسيترتّب على ذلك فرض عقوبات مالية كبيرة على الجماعات والأفراد المرتبطين بها، وستُجمَّد أي أصول أو ممتلكات لها داخل الولايات المتحدة، وسيُصبح تقديم أي دعم مادي لها جريمة، ما يعني فعلياً منع المواطنين والشركات والمؤسسات الأميركية من التعامل معها.
وأعربت لورا لومر، المثيرة للجدل والمعروفة بمواقفها المعادية للإسلام والمقرّبة من ترامب، وآخرون من التيار اليميني المتطرف عن خيبة أملهم في القرار، معتبرين أن ترامب لم يذهب بعيداً بما يكفي.
وكتبت لومر على وسائل التواصل الاجتماعي: «كان هذا أقل من المتوقع بكثير»، مضيفة أن «هذا التصنيف ربما يكون أضعف تصنيف لجماعة الإخوان كان يمكن أن نحصل عليه».
وتحوّلت جماعة الإخوان، التي تأسست عام 1928 واستبعدتها مصر في 2013 وصنفتها منظمة إرهابية، إلى شبكة عابرة للحدود تضم فروعاً منتشرة في مختلف أنحاء الشرق الأوسط وخارجه.