قرأت قبل أيام خبراً لفت انتباهي وتوقفت عنده طويلاً، وبحثت عنه بشكل معمق. يتحدث الخبر عن قرب انتهاء عصر النفط بسبب اختراع الصين القادم المعروف باسم «الشمس الصناعية»، والذي تستعد لإطلاقه قريباً.
في البداية ظننته مجرد عنوان صحافي مثير، لكن بعد قراءة التفاصيل أدركت أن العالم بالفعل يقف على مشارف تحول كبير قد يغيّر شكل الطاقة كما نعرفها اليوم ويغير العالم.
الشمس الصناعية الصينية عبارة عن مفاعل ضخم يشابه تفاعلات الشمس الحقيقية من خلال الاندماج النووي، وهو نوع من أنواع الطاقة النظيفة التي لا تنتج أي تلوث ولا تعتمد على الوقود الأحفوري. تسعى الصين من خلال هذا المشروع إلى قيادة ثورة جديدة في مجال الطاقة، لتصبح مكتفية ذاتياً ومصدراً رئيسياً للطاقة النظيفة للعالم.
هذا المشروع لا يمثل إنجازاً علمياً فحسب، بل هو خطوة استراتيجية جادة ستؤثر على الاقتصاد العالمي بأكمله، لأنه سيقلل اعتماد الدول على النفط كمصدر رئيسي للطاقة.
وتساءلتُ حقاً: هل ستنهي الشمس الصناعية عصر النفط فعلاً؟
وإن حدث ذلك، فهل سنصبح نحن في الدول النفطية «فقراء» إن لم نستعد؟ لنفترض أن هذا السيناريو أصبح واقعاً، فماذا سنفعل حينها إن لم ننوع مصادر دخلنا ونستثمر في قطاعات أخرى كالسياحة، والصناعة، والإنتاج والحرف وغيرها؟
نمتلك في الكويت طاقات بشرية وإمكانات هائلة ومهيبة، لكننا بحاجة إلى رؤية واضحة تواكب هذا التطور -المخيف- الذي يهدد مصدر رزقنا الأساسي. العالم يسابق الزمن للتحرر من النفط، بينما نحن ما زلنا نعيش على «الموضة القديمة».
إن الشمس الصناعية قد تكون نعمة للصين والعالم، لكنها ربما ستكون نقمة علينا إن لم نبدأ الآن.
بالقلم الأحمر: الشمس الصناعية بتسعد العالم... لكنها ناوية «تحرقنا» إن بقينا متفرجين.