تحت رعاية الشيخ هزاع بن زايد ممثل حاكم منطقة العين، كرّم الشيخ محمد بن حمدان بن زايد الفائزين بالدورة الرابعة من جائزة كنز الجيل، خلال حفل نظمه مركز أبوظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي أمس، في قصر المويجعي ضمن فعاليات مهرجان العين للكتاب 2025، الذي يستمر حتى 30 نوفمبر الجاري.
وحضر الحفل محمد المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي وسعود عبدالعزيز الحوسني، وكيل دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، وعلي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، وسعيد الطنيجي، المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية.
وكرّم بن زايد الفائزين بالجائزة وهمّ، الشاعر الكويتي حامد زيد العازمي عن ديوانه و«ابقى جبل» في فرع «الإصدارات الشعرية»، والشاعر العماني علي الحارثي عن قصيدته «صدى النور» في فرع المجاراة الشعرية والروائي والباحث علي أبو الريش عن كتابه «زايد عوالم شعرية سقفها المدى» في فرع «الدراسات والبحوث» وفي فرع الفنون المصرية نجاة سليمان عن لوحتها «سرت من عيني دموعي».
وتوّج الشيخ محمد الشاعر الإماراتي محمد الشامسي، بجائزة «الشخصية الإبداعية»، تكريماً لثراء إنتاجه، وعطائه المتميّز منذ السبعينيات، فيما تم حجب الجائزة من فرع «الترجمة» لهذه الدورة.
وقال محمد المبارك رئيس دائرة الثقافة والسياحة: «تُجسد جائزة كنز الجيل التزام أبوظبي بدعم وتعزيز حضور اللغة العربية، وتكريم المبدعين الذين يسهمون في إثرائها في مختلف المجالات الأدبية. عاماً بعد عام، أثبتت الجائزة مكانتها كمنصة رائدة للشعراء والكتّاب والباحثين الذين تركز أعمالهم على فهم الشعر النبطي، مما يسهم في الحفاظ على هذا الإرث الثقافي الثمين للأجيال القادمة وبخاصة أنّ الجائزة تستمد اسمها من إحدى قصائد الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان. إن تكريم المبدعين يسهم في تعزيز الوعي الثقافي، ويشجع الأجيال الناشئة على استكشاف جذورهم التاريخية والفنية، مما يضمن انتقال هذا الإرث إلى المستقبل. ونحن إذ نبارك للفائزين، نؤكد على أهمية جهودهم في تسليط الضوء على دور الجائزة في تعزيز الفنون الأدبية، ورسم جسور بين تراثنا الغني والتعبير الفني المعاصر».
وتسلم الفائزون بفروع الجائزة، شهادات تقدير، ورصيعة ذهبية تحمل شعار الجائزة، إضافة إلى 200 ألف درهم للفائزين بمختلف الفروع، فيما تسلم الفائز بلقب الشخصية الإبداعية 500 ألف درهم.
وفي كلمته، قال علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية: «جاءت جائزة كنز الجيل لتكون حافزاً للعقول العربية على استكمال البناء على الإرث الكبير الذي خلفه الأجداد في أحد أبرز فنون الحضارة: الشعر النبطي، ولتشجيعهم على دراسته، وإثرائه بعطاءات فنية، وبحثية جديدة ومبتكرة». وأضاف: «أصبحت الجائزة على الرغم من حداثتها منبراً يقصده الشعراء، والأدباء، والباحثون، والمبدعون، وإضافةً نوعيةً إلى المنارات التي أشعت بضوئها من العاصمة أبوظبي لتنير أرجاء العالم».
وهنأ الفائزين بالجائزة، وقال: «كل فائز من الفائزين استحق منجزُهُ أن يحملَ اسمَ»كنز الجيل«، مشيراً إلى ارتفاع مستوى الأعمال المتنافسة على فروع الجائزة هذا العام، ما يعزز قدرتها على خدمة تكريس حضور اللغة العربية بوصفها لغة فنون وإبداع وحضارة». ووجه سعادته الشكر لجميع المشاركين، وللجنة العليا للجائزة على ما بذلوه من جهود عزّزت مكانة الجائزة.
وشهدت جائزة كنز الجيل في دورتها الرابعة تنافسية واسعة تجلّت في حجم الأعمال المشاركة، والتي زادت على 830 عملاً، من 35 دولة، منها 19 دولة عربية، بزيادة نسبتها 38% عن عدد الأعمال المشاركة في الدورة السابقة، ما يعكس مكانة الجائزة وريادتها على خريطة الجوائز الأدبية المتخصصة، التي تعنى بالشعر النبطي والتراث على المستويين العربي والعالمي، وفي تأكيد واضح على دور دولة الإمارات المحوري في دعم الثقافة العربية، وتعزيز حضور اللغة العربية، وإبراز مكانتها الحضارية والمعرفية؛ إذ اعتمدت اللجنة العليا للجائزة أسماء الفائزين، مستندة إلى معايير حوكمة واضحة وشفافة، وبناءً على مستوى الأعمال المتنافسة، وتوافقها، واتساقها مع أهداف الجائزة.
وتعد الجائزة من المبادرات الرائدة لمركز أبوظبي للغة العربية، التي يسعى من خلالها إلى تقدير الأعمال الشعرية النبطية، والدراسات والبحوث التراثية التي تتناول موروث الشعر النبطي وقيمه الأصيلة، لتصبح منارة تحث الأجيال الجديدة على الاعتناء بذخائر هذا الموروث، واقتفاء أثر جمالياته، بلغة جديدة وبأدوات العصر، كما تعكس إستراتيجيته المستدامة، بتعزيز حضور اللغة العربية، وترسيخ رسالتها الحضارية، والاحتفاء بالمبدعين في مختلف مجالاتها، خاصة الشعر النبطي، كونه يمثل حالة ثقافية استثنائية على مستوى المنطقة، وجزءاً من تراث دولة الإمارات، وهويتها.
ومواصلة لدورها الرائد، أعلن مركز أبوظبي للغة العربية عن فتح باب الترشح للدورة الخامسة من جائزة «كنز الجيل».
مركز أبوظبي للغة العربية
تأسس مركز أبوظبي للغة العربية، التابع لدائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، بموجب القانون الصادر عن رئيس الدولة؛ لدعم اللغة العربية، ووضع إستراتيجيات عامة لتطويرها والنهوض بها علمياً، وتعليمياً، وثقافياً، وإبداعياً، وتعزيز التواصل الحضاري، وإتقان اللغة العربية على المستويين المحلي والدولي، بالإضافة إلى دعم المواهب العربية في مجالات الكتابة، والترجمة، والنشر، والبحث العلمي، وصناعة المحتويين المرئي والمسموع، وتنظيم معارض الكتاب، ودعم صناعة النشر في المنطقة، ولتحقيق ذلك يعتمد المركز على برامج متخصصة، وكفاءات مميزة، وشراكات مع كُبريات المؤسسات الثقافية والأكاديمية والتقنية حول العالم، انطلاقاً من مقره في العاصمة الإماراتية أبوظبي.
دائرة الثقافة والسياحة
تتولى دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي قيادة النمو المستدام لقطاعي الثقافة والسياحة في الإمارة، وتغذي نمو العاصمة الاقتصادي، وتساعدها على تحقيق طموحاتها وريادتها عالمياً بشكل أوسع.
ومن خلال التعاون مع المؤسسات التي ترسخ مكانة أبوظبي وجهة أولى رائدة؛ تسعى الدائرة إلى توحيد منظومة العمل في القطاع حول رؤية مشتركة لإمكانات الإمارة، وتنسيق الجهود وفرص الاستثمار، وتقديم حلول مبتكرة، وتوظيف أفضل الأدوات والسياسات والأنظمة لدعم قطاعي الثقافة والسياحة.
وتتمحور رؤية دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي حول تراث الإمارة، ومجتمعها، ومعالمها الطبيعية. وهي تعمل على ترسيخ مكانة الإمارة وجهة للأصالة والابتكار والتجارب المتميزة متمثلة بتقاليد الضيافة الحية، والمبادرات الرائدة، والفكر الإبداعي.
جائزة كنز الجيل
كنز الجيل، جائزة أطلقها مركز أبوظبي للغة العربية في العام 2021، وهي مستلهمة من أشعار الأب المؤسس لدولة الإمارات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. تهدف الجائزة، التي تبلغ قيمتها الإجمالية مليون و500 ألف درهم إماراتي، إلى تعزيز مكانة الشعر وخاصة النبطي، وإبراز دوره مرآة للمجتمع. وتتألف الجائزة من ستة فروع هي: المجاراة الشعرية، والفنون، والدراسات والبحوث، والإصدارات الشعرية، والترجمة، والشخصية الإبداعية.
مهرجان العين
تأسس «مهرجان العين للكتاب» في العام 2009، ويحتفى الحدث - المعروف سابقاً باسم معرض العين للكتاب – بتراث مدينة العين الثقافي الغني، والأعمال الملهمة للكُتّاب والمفكّرين والمبدعين الإماراتيين في الماضي والحاضر. ويقدّم المهرجان، الذي أعيدت تسميته في العام 2022، وينظمه مركز أبوظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، برنامجاً متنوّعاً يهدف إلى تعزيز ثقافة القراءة، وإلهام الناس للتواصل مع التراث والثقافة والإبداع الإماراتي، من خلال بثّ الحياة في القصص الإماراتية، والشعر، والأفلام، والفن، والموسيقى.