لا تزال الشكوك تحيط بـ «خطة ال 28 بنداً»، التي اقترحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في أوكرانيا، مستلهماً ورقة البنود ال 21 التي مهّدت لوقف النار في غزة.

ورغم الإعلان عن تقدّم في المحادثات التي جرت قبل يومين في جنيف بين الوفود الأوكرانية والأوروبية والأميركية، وإدخال تعديلات على الخطة الأميركية، فإن هذه التعديلات لا تبدو كافية لإرضاء الجانبين الأوكراني والأوروبي. وحتى إذا وصلت الخطة المعدلة إلى المستوى المطلوب، فإنها ستظل مهددة بالرفض الروسي، مما قد يعيد المساعي الأميركية إلى نقطة الصفر مرة أخرى.

وفي تعليق على محادثات جنيف، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس: «في الخطوات التي نسقناها مع الجانب الأميركي، نجحنا في تضمين نقاط بالغة الحساسية»، في إشارة إلى تعديلات طالبت بها كييف على المقترح. وأضاف: «هذه خطوات مهمة، لكن لتحقيق سلام حقيقي، لا بُد من بذل جهود أكبر بكثير»، مما يشير إلى أن المطالب الأوكرانية لم تُلبَّ بالكامل بعد.

Ad

بدوره، وصف وزير الخارجية الألماني، يوهان فاديفول، مخرجات المباحثات الأميركية - الأوروبية في جنيف بأنها «نجاح هائل» لأوروبا، مشيرا الى أن جميع القضايا المتعلقة بأوروبا وحلف شمال الأطلسي (ناتو) ولا تخدم مصالحهما «أزيلت» من الخطة، دون أن يوضح ما هي التعديلات التي وافقت على إدخالها على خطة ترامب. واستعبد المسشار الألماني، فريديرتش ميرتس، التوصل الى اتفاق خلال الأسبوع الجاري، مشدداً على ضرورة أن تنال أي خطة سلام في أوكرانيا موافقة أوروبية على القضايا التي تؤثر على المصالح والسيادة الأوروبية»، ومشيراً للحاجة إلى أن تنضم روسيا الى المفاوضات.

ووفق التسريبات، تدعو الخطة الأميركية أوكرانيا إلى التنازل لروسيا عن إقليمَي دونيتسك ولوهانسك في منطقة الدونباس بالكامل، بما في ذلك أراضٍ لم تتمكن روسيا من احتلالها بعد، إضافة إلى تجميد خطوط الجبهة في زاباروجيا وخيرسون الجنوبيتين، وتقليص عديد الجيش الأوكراني إلى 600 ألف جندي، مع حظر الانضمام إلى «ناتو»، مقابل الحصول على ضمانات أمنية ومساعدات لإعادة الإعمار.

وكشف مسؤول أوروبي عن مقترح مضاد للورقة الأميركية، يقضي بحذف أي إشارة إلى تنازلات إقليمية من أوكرانيا، أو الاعتراف بسيطرة روسيا على الدونباس وشبه جزيرة القرم. ويلغي المقترح الأوروبي مهلة المئة يوم لإجراء الانتخابات في أوكرانيا، وجميع الإشارات إلى هياكل الاستثمار الأميركية -الروسية، ويقترح اعتماد نهج تقوم فيه روسيا بدفع تعويضات لأوكرانيا. أما بالنسبة للجيش الأوكراني، فحدّد المقترح حجمه ب «حد أقصى 800 ألف جندي في زمن السِّلم»، وهو عدد العسكريين الحالي.

وأكد بيان أميركي - أوكراني، مساء أمس الأول، أن «محادثات جنيف كانت بناءة واتسمت بالاحترام المتبادل، مما يؤكد الالتزام المشترك بتحقيق سلام عادل ودائم». وشدد على أن «أي اتفاق مستقبلي يجب أن يحترم سيادة أوكرانيا بالكامل، ويحقق سلاما مستداما وعادلا»، لافتا إلى أن الجانبين قاما بصياغة إطار عمل مُحدّث ومنقّح للتسوية السلمية للحرب الروسية - الأوكرانية.

من جهته، أعرب وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، عن ارتياحه إزاء «التقدم المحرز»، واصفا خلاصة الاجتماعات «بالمفيدة للغاية، بل وربما الأفضل حتى الآن في هذه العملية برمّتها منذ تولينا السلطة في يناير». مع ذلك أشار روبيو الى أن التعديلات التي أدخلت على المقترح لا تزال بحاجة الى الموافقة النهائية من ترامب والجانب الروسي، فيما ذكرت وكالة آر بي سي - أوكرانيا، نقلا عن مصادر لم تسمّها، أنه من المقرر أن يتم مناقشة عضوية أوكرانيا في «ناتو»، وتبادل الأراضي خلال اجتماع بين ترامب وزيلينسكي من الممكن أن يعقد هذا الأسبوع أو الأسبوع المقبل. 

في المقابل، قالت الرئاسة الروسية (الكرملين) إن موسكو لم تتلقّ أي معلومات رسمية حول التعديلات التي أدخلت على الخطة، مضيفة أنه لا موعد لاجتماع روسي - أميركي حتى الآن. وكانت روسيا قد رحبت سابقا بخطة ال 28 بندا.