بينما كنت أسير على الشاطئ فجراً، لفظت الأمواج زجاجة بين قدمي. كانت مغلقة بإحكام وفي قلبها رسالة، أنقلها لكم كما أتتني دون تحريف لعلي أجد تفسيراً لهذا اللغز. (نص الرسالة) أبي العزيز كاف الكبيرطلبت منّا معلمة العربي أن نكتب رسالة إلى شخص في عيد ميلاده،وخطر لي فوراً أن أكتب لك في ذكرى ميلادك الذي صادف 11 / 11/ 1962. أكتب إليك وكأنني أرمي برسالة في البحر،منذ رحيلك في شهر مايو عام 2024، كل يوم أسأل نفسي: أين أنت؟أفتقدك،وأتمنى أن تعود، منذ غبت يا أبي أشياء كثيرة تغيرت،في البيت تعلمني أمي عن الوطن، وتقرأ لي عن التاريخ،لكن في المدرسة لم يعودوا يعلمون ذلك،حتى أنهم يقولون إن بعضنا يمكنه ترديد النشيد الوطني،والبعض الآخر لا يحق له،ولا أعلم هل أنا ممن يحق لهم أم لا؟ في بيتنا تقول ماما إننا مع فلسطين،وحين كتبت موضوع تعبير عن غزة وبختني المعلمة، والآن لا أعرف: هل نحن مع غزة أم لا يا أبي؟ قبل أيام قرأت قصة عن ملك طلب من النجارين صنع سريرٍ خاص،كل شخص أطول من السرير يقصون ساقيه،وإن كان أقصر يتم شده ليتناسب مع السرير.ما زلت أفكر في هذه القصة يا أبي كلما ذهبت إلى سريري،أشد ساقي باتجاه صدري، وأخاف أن تخرجا عن السرير. نحن بخير، لكن بخير ناقص لا يكتمل إلا بعودتك،غيابك طال،لكننا لم نفقد الأمل، ولو ليوم واحد.  ابنك المشتاق كاف الصغيررقم بؤبؤ العين 2720601KAFالتاريخ: 11/ 11/ 2025(انتهت الرسالة) والمعنى في قلب الزجاجة.  
Ad