مع بداية شهر أكتوبر حتى نهاية مارس أو منتصف أبريل تكون الأجواء في منطقة الخليج دافئة بالنسبة للسياح الغربيين، ولكنها باردة بالنسبة لسكان الخليج، وعليه تنشط السياحة الشتوية بمختلف أنواعها لاسيما التخييم في البر أو رحلات السفاري ومراقبة النجوم والمغامرة في الصحراء.أما عالمياً، فمنذ نوفمبر إلى فبراير أو حتى منتصف مارس قد يستمر تساقط الثلوج في بعض الدول الآسيوية والأوروبية مما يجذب عشاق التزلج على الجليد والثلوج والاستمتاع بالطبيعة الجليدية والإقامة في الأكواخ الجبلية الفاخرة، وغالباً ما تنشط إقامة الفعاليات المتنوعة والمهرجانات التي تجذب عشاق السياحة الشتوية في هذا الموسم.من جهة أخرى، تنشط شركات الطيران ومكاتب السفر والسياحة مع الفنادق والمنتجعات في تقديم العروض المختلفة التي تناسب جميع الفئات والأذواق لمعظم الدول الباردة والدافئة معاً، نظراً لإقبال عدد كبير من الناس ممن يفضلون هذا الموسم لعدة اعتبارات بعكس أشهر الصيف الطويلة التي تكون حركة السفر فيها أكثر نشاطاً بسبب طولها الذي يمتد لثلاثة أشهر تقريباً وتكون عائلية في أغلب الأحيان، أما الشتوية فتكون في أحسن الأحوال قصيرة المدة وتتوسطها إجازة أعياد الميلاد والسنة الميلادية الجديدة، وتتوقف في الغالب الكثير من الأنشطة الترفيهية في المواقع المفتوحة بسبب انخفاض درجة الحرارة وغزارة الثلوج وقلة السياح في بعض المناطق.وتشير الإحصائيات إلى نمو السياحة الشتوية في آسيا والمسجل أنه بين 2024 - 2025 وصل عدد الرحلات إلى 520 مليون رحلة وفي مقدمة ذلك الصين، والإيرادات المتوقعة تقدر بأكثر من 630 مليون يوان، أما النمسا الأبرز في أوروبا شتوياً فقد سجلت خلال موسم شتاء 2024 - 2025 أرباحاً من الإقامة الليلية في المنتجعات والفنادق بمقدار 72.25 مليون إقامة وبلغ عدد الوافدين حوالي 20.55 مليون شخص. وعلى المستوى الخليجي فقد تصدرت دولة الإمارات العربية المتحدة المركز الثالث بفضل الطقس المعتدل والعروض المتنوعة التي تجذب لها السياح من مختلف دول العالم، حيث استقبلت خلال عام 2024 أكثر من 29 مليون سائح، تليها المملكة العربية السعودية، وسلطنة عمان ودولة قطر وباقي دول مجلس التعاون الخليجي، حيث شكلت الإيرادات السياحية بشكل عام نمواً كبيراً في الناتج المحلي.أما على المستوى العربي فقد شكل كل من المغرب ولبنان والأردن، إضافة إلى تونس والجزائر، ازدهاراً في حركة السياحة الشتوية، وانتعاشاً لبرامج السياحة الداخلية التي شهدت في الآونة الأخيرة سباقاً في إقامة الفعاليات والمهرجانات الفنية والتراثية المصاحبة للفعاليات الترفيهية في مواقع مختلفة مما جعلها محل أنظار السياح من الدول العربية والغربية، وفتحت آفاقاً جديدة أمام المستثمرين في القطاع السياحي.* إعلامي بحريني متخصص في الإعلام السياحي
مقالات - اضافات
السياحة الشتوية
20-11-2025