بينما تنشغل واشنطن بوجود الأسطول الأميركي في الكاريبي، تواصل فنزويلا، ومعها كوبا، مشروعها الهادئ لابتلاع جيرانها، عبر تدريب اليسار المحلي على تقويض المؤسسات من الداخل. نيكاراغوا أصبحت بالفعل دولة بوليسية موالية لكاراكاس، والآن الدور على هندوراس.
في 30 نوفمبر، ستُجرى انتخابات رئاسية ومحلية وتشريعية واسعة. الرئيسة سيومارا كاسترو دي زيلايا ليست مرشحة، لكنها تستخدم أدوات السُّلطة لضمان بقاء حزبها (ليبر) في الحُكم. مرشحتهم، ريكسي مونكادا، متأخرة في الاستطلاعات أمام سالفادور نصرالله وناسري أسفورا، وهي لا تعتزم قبول الخسارة بسهولة.
مونكادا بدأت بتقويض الثقة في المجلس الانتخابي، وتدعو أنصارها إلى «التعبئة الدائمة»، في خطوة يتوقع أن تشمل ميليشيات «colectivos» المستخدمة للتخويف. الجيش، المعني بنقل الصناديق وحفظ الأمن، أصبح هو الآخر موضع شبهات، بسبب تغلغل الحزب في قيادته.
الولايات المتحدة ومنظمة الدول الأميركية حذَّرتا من أي محاولة لنسف نزاهة الانتخابات، فيما تتصاعد الشكوك داخلياً مع فتح تحقيقات قانونية ضد معارضي الحزب وتعطيل التحضيرات الانتخابية.
فنزويلا تطمح للسيطرة على هندوراس منذ 2009، حين حاول ميل زيلايا تجاوز قيود الولاية بدعم من تشافيز. وبعد فوز زوجته في 2021، تفاقمت الأزمات الاقتصادية والفساد والمحسوبية. الاتهامات تطول العائلة الحاكمة نفسها، من النفوذ داخل الجيش والمؤسسات إلى شبهات بعلاقات مع مهربي المخدرات.
كما استقدمت الحكومة مئات الكوبيين، وعززت علاقاتها العسكرية مع كاراكاس. تقرير حديث يؤكد أن تراجع «ليبر» في الاستطلاعات يدفعه لاستغلال الدولة، بما يهدد نزاهة الانتخابات.
الهندوراسيون يستحقون انتخابات حُرة، لكن حماية أصواتهم تبدو مهمة صعبة أمام تمدد «كوبازويلا».
*ماري أناستاسيا أوغرادي