في سياق مسار دبلوماسي سريع لكسر عزلة عانت منها عقوداً، فتحت سورية باب التعاون مع الصين، فبعد أسبوع من الزيارة التاريخية للرئيس أحمد الشرع لواشنطن ولقائه الرئيس الأميركي دونالد ترامب جاءت زيارة وزير خارجيته أسعد الشيباني إلى بكين لتكرّس توجهاً سورياً واضحاً نحو تنويع الشراكات الاستراتيجية.وخلال محادثاته مع نظيره الصيني وانغ يي، أكد الشيباني أن سورية لن تسمح بأي نشاط يهدد الأمن القومي الصيني انطلاقاً من أراضيها، في إشارة إلى ملف المقاتلين الإيغور الانفصاليين، مشدداً على التزام حكومة بلاده بمبدأ «الصين الواحدة». وأعرب عن تقدير سورية الجديدة للمساعدات الصينية طويلة الأمد، ورغبتها في الاستفادة من التجربة التنموية الصينية، والمشاركة في المبادرات الاقتصادية الكبرى، وفي مقدمتها «الحزام والطريق»، بما يساهم في إعادة الإعمار والتنمية المستقرة.من جهته، أكد وانغ يي استعداد بلاده لدعم سورية في إعادة الإعمار، وتحسين سبل العيش، واستئناف التعاون والتبادلات على مختلف المستويات. وجدّد التزام بكين بدعم خيارات الشعب السوري، ورفض التدخل في شؤونه الداخلية، مشيراً إلى الاستعداد للمساهمة في إعادة بناء الاقتصاد السوري، وتعزيز العملية السياسية وفق مبدأ «قيادة سورية وملكية سورية».وعقب المحادثات، وقّع الجانبان بياناً مشتركاً أكد أهمية احترام السيادة، وعدم التدخل، ومواصلة التنسيق في مكافحة الإرهاب، وتعزيز التعاون في التنمية وإعادة الإعمار. وفي سياق أمني حساس، نقلت وكالة «فرانس برس» عن مصادر سورية، أن حكومة الشرع تعتزم تسليم نحو 400 مقاتل من أقلية الإيغور المسلمة إلى الصين على دفعات، بناءً على طلب صيني طُرح خلال زيارة الشيباني. في المقابل، نفى مصدر رسمي بوزارة الخارجية السورية صحة ما أوردته «فرانس برس»، عن هؤلاء المقاتلين الذين يتراوح عددهم بين 3200 و4000 مقاتل، يتمركز معظمهم في إدلب، وأُدمِج معظمهم في وحدة خاصة في الجيش الجديد.
أخبار الأولى
سورية منفتحة على المشاركة في «الحزام والطريق»
الشيباني ونظيره الصيني
17-11-2025