يأتي موسم الكشتات كل عام، حاملاً معه نسمات الشتاء الجميلة و«مصايب» التلوث «اللي ما تخلص».
للأسف، بات هذا الموسم الجميل يرتبط بسلوك غير حضاري، لا يليق بمجتمع «متحضِّر». في كل مكان نفايات وقاذورات، وكأنها أصبحت ثقافة سلبية مترسخة: رمي كل شيء على الأرض، وترك المخلفات وبقايا الأكل في كل بر، بحر، شاطئ، حديقة، شارع، ممشى، كشتة بين البيوت، وحتى في المرافق العامة والخاصة. وكأن وظيفة الدولة والبلدية صارت «التنظيف خلف الوسخين!». هؤلاء يعاملون البلدية كمعاملة «ميري» مع كامل احترامنا للعمالة المنزلية، لكن الثقافة هي ذاتها، «أوصِّخ» وغيري يشيل وراي!
هذا الموسم تحديداً هو الأكثر تأثيراً على البيئة، فقد طالت النفايات حتى الشوارع الرئيسية. الفحم يُدفن في الرمال، أو يُترك فوق الأرصفة، والمشهد مكرَّر في كل موقع. وحتى اليوم لم يُفعَّل نظام «الغرامات» بالشكل المطلوب. دفع تأمين المخيمات غير كافٍ إطلاقاً. يجب وضع ضوابط واضحة لرمي النفايات، مع مواعيد محدَّدة وجولات يومية تفتيشية، وأي شخص يُضبط وهو يرمي النفايات أمام الكشتة أو الشاطئ أو المخيَّم يجب أن يُغرَّم بمبلغ «يعوِّر».
في كل بلدان العالم هناك قوانين صارمة تحمي البيئة وتمنع التلوث، إلا عندنا، حيث يسود نظام «وصّخ براحتك... والبلدية تنظف وراك!»، فمَنْ المسؤول عن هذا الأذى الذي يلحق بالعمال الذين يعملون ليلاً ونهاراً لتنظيف ما أفسده غيرهم؟
نستطيع أن نخفف عنهم بفرض غرامات عالية، وتفعيل فرق التفتيش والتصوير باستخدام التقنيات الحديثة، مثل: الطائرات المسيَّرة، والكاميرات الذكية. كما أن تخصيص مواقع وساعات معينة لرمي النفايات، ومراقبة الشواطئ والمرافق بالذكاء الاصطناعي، سيجعل المخالفات أسهل ضبطاً. إن لم نبدأ بتطبيق الغرامات الآن، فسنحتاج إلى التعاقد مع ألف شركة نظافة صينية لتنظيف برّنا الملوَّث... هذا إذا نُظِّف أصلاً.
بالقلم الأحمر: دور وزارة التربية والتعليم في نشر الوعي بأهمية النظافة والتنظيف مهم. كما نتمنى أن يتم تخصيص يوم في الأسبوع لتنظيف المدارس من قِبل الطلبة بجميع المراحل، من دون مساعدة من العمالة، لتنظيف الفصول، وترسيخ ثقافة المسؤولية وثقافة «النظافة من الإيمان».