أكدت مديرة المهرجان السينمائي الدولي في الكويت عالية العزة، أن رؤية الجامعة الأمريكية الدولية في الكويت (AIU) هي صناعة جيل يقود مستقبل السينما الكويتية، خصوصاً بعد أن أصبح المهرجان منصة حقيقية لاكتشاف المواهب وصناعة مبدعين، لذلك «نهدف إلى بناء مشهد سينمائي خليجي متجدد يبدأ من الجامعات، من خلال دعم الشباب الكويتيين في صناعة الأفلام، وهي مسؤولية نتبناها مع طموحات بالتوسع، خصوصاً بعد أن أثبت المهرجان قُدرة الشباب على صناعة أفلام منافسة، وعكس تعطُّش المجتمع لصناعة السينما، ودورنا أن نفتح لهم الأبواب».جاء ذلك خلال اليوم الخامس من فعاليات المهرجان السينمائي الدولي الرابع الذي تنظمه «AIU» مع مجموعة متنوعة من الأنشطة السينمائية والتفاعلية.واحتضن مبنى الجامعة حلقة نقاشية وورشتَي عمل؛ الأولى بعنوان: «صناعة الأفلام العربية: تحسين اللقطات الحقيقية لإنشاء مشاهد سينمائية عالية الجودة»، تقديم أحمد الخضري، التي أتاحت للطلبة التعرُّف على كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي في تطوير اللقطات، وتحويلها إلى مشاهد احترافية، وتمكَّن في ختامها كل طالب من تنفيذ فيلم قصير. فيما كانت ورشة «الحكَم» بالتعاون مع مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب، إضافة إلى محاضرة «الديموقراطية المفرطة في سرد القصص» للدكتور سانجيف تشاترجي من جامعة ميامي.وفي الفترة المسائية، عُرضت في حرم الجامعة مجموعة من الأفلام القصيرة العربية والعالمية بعنوان: «الضوء الأول: آفاق الحُب والنمو». واستضافت سينما سينسكيب في مول 360 عروضاً خاصة لأفلام قصيرة مُختارة من مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب (SIFF)، ما أتاح للجمهور فرصة مشاهدة أعمال جديدة ومتنوعة من المنطقة والعالم.وفي هذا السياق، قالت مديرة المهرجان ومساعدة عميد كلية العمارة والتصميم في «AIU» عالية العزة إن انطباعات هذا الأسبوع كانت «مميزة جداً»، مشيرة إلى الدعم الكبير الذي يحظى به المهرجان، ونجاحه في استقطاب الفئة الصحيحة من المجتمع، خصوصاً الشباب الكويتيين المهتمين بصناعة الأفلام. وأكدت أن الجامعة ترى في هذا المهرجان جزءاً من رسالتها الأكاديمية الهادفة إلى دعم المواهب الشابة، وتوفير منصات حقيقية لصقل مهاراتهم، متابعة: «نهدف إلى توسيع النطاق الثقافي والسينمائي في الكويت والخليج، واستقطاب جميع الفئات والجنسيات ضمن مساحة إبداعية تفتح آفاقاً واسعة للطلاب».وأضافت أن الطلبة المشاركين في ورش العمل أظهروا شغفاً كبيراً لمعرفة تقنيات البناء السينمائي، وتوظيف الذكاء الاصطناعي، ما يعكس تعطُّش الجيل الجديد لصناعة الأفلام على أُسس احترافية. من جانبها، أكدت صانعة الأفلام فاطمة الشامسي أن دعم المهرجانات السينمائية في الخليج خطوة ضرورية لاستمرار الإبداع في السينما المستقلة، مشيرة إلى أن وجود مهرجانات «تتحدث بلغتنا، وتحتفي بنتاج صُناع الأفلام المحليين» يمنح المبدعين شعوراً بالانتماء، ويُوفر لهم منصة طبيعية للتواصل مع جمهورهم. وأوضحت أن المنطقة تحتاج إلى المزيد على مستوى السينما المستقلة، مما يجعل إقامة مهرجانات داخل الجامعات أمراً مهماً لخلق جيلٍ جديد يملك شغف السينما وثقافتها. وأشارت إلى مشاركتها بفيلمها القصير (وعد) ضمن باقة أفلام مقدَّمة من مهرجان الشارقة، الذي تشارك في بطولته الطفلة الإماراتية الماسة، والممثل محمد حمادي، وتدور قصته حول علاقة أب بابنته، وتأثير التعليقات المجتمعية على هذه العلاقة. وقالت إنها حرصت على تقديم صورة مختلفة للعائلة الخليجية، خصوصاً أمام الجمهور الغربي، الذي يمتلك تصوراً غير دقيق عنها، مؤكدة أن الفيلم يُبرز دفء هذه الروابط الإنسانية. وأعرب البروفيسور سانجيف تشاترجي عن سعادته بالمشاركة في المهرجان، مؤكداً أن AIU تقدم نموذجاً مهماً للحراك السينمائي في الكويت. وقال إنه شارك في حلقة نقاشية بعنوان: «الديموقراطية المفرطة في سرد القصص»، قدَّم من خلالها رؤية معمَّقة حول صناعة الفيلم الوثائقي، وأهميته في توثيق الحقائق والحقب الزمنية. وأوضح أنه ركَّز على التشظّي الإعلامي المستمر منذ الثمانينيات، والذي أدى إلى بروز رواة مستقلين يمتلكون ثقة جماهيرية واسعة، بالتزامن مع تراجع الثقة في الإعلام التقليدي. وأضاف أن هذه التحولات انعكست بوضوح على السينما، وآليات السَّرد المُعاصر، وأن المشهد اليوم مختلف جذرياً عما كان عليه قبل عقود. واختتم تشاترجي بالإشادة بدور المهرجانات الجامعية في تعزيز الإبداع ودعم المواهب، معتبراً أن مثل هذه الفعاليات تشكِّل منصات حقيقية لصناعة مستقبل سينمائي واعد.
Ad