في وقت لا تزال مناقشات الدخول بالمرحلة الثانية من اتفاق وقف النار بين إسرائيل و«حماس» بغزة تراوح مكانها، أفادت أوساط عبرية بأن تل أبيب وواشنطن تعملان على إعداد خطط بديلة لمستقبل القطاع، لاعتمادها في حال فشل مبادرة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الرامية لإنهاء الحرب وإعادة إعمار المنطقة الفلسطينية.وبحسب المعلومات، فإن صهر الرئيس الأميركي، جاريد كوشنر، ذكر لمسؤول إسرائيلي خلال زيارته الأخيرة إلى تل أبيب، أنه يعمل على «الخطة ب»، ليكون لديه بديل في حال فشل الخطة الحالية المكونة من 20 بنداً، في ظل التعقيدات التي تواجه تشكيل القوة الدولية المزمع نشرها في القطاع، ومعالجة مهمة نزع سلاح الفصائل، والتساؤل حول أي دولة ستكون مستعدة لتعريض جنودها لخطر مواجهة عسكرية مباشرة مع مقاتلي «حماس». كما صرح رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، بأنه يعدّ خطة بديلة في حال لم تنجح الجهود الأميركية، لعرضها على «الكابينت» قريباً.ورغم ذلك انتقد رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق، نفتالي بينيت، ما وصفه بـ «تنازلات تُحاك بعيداً عن أعين المواطنين»، في سياق الاتصالات الجارية مع الأميركيين حول نقل جزء من الصلاحيات الأمنية في غزة إلى قوة متعددة الجنسيات، بعضها معادٍ مثل تركيا.على الجهة المقابلة، جدد وزير الخارجية المصري، بدر عبدالعاطي، ونظيره التركي، هاكان فيدان، تأكيدهما على أهمية توضيح مهام قوة الاستقرار الدولية بالقطاع. وشدد الوزيران خلال لقاء في إسطنبول على ضرورة ترسيخ وقف إطلاق النار والتزام إسرائيل بالاتفاقيات وإدخال المساعدات. تفاؤل واتفاقوليل الأربعاء، أعرب وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، عن تفاؤله بأن مجلس الأمن سيصدر قراراً بشأن غزة يدعم نشر القوة. وقال: «نشعر بالتفاؤل. أعتقد أننا نحرز تقدماً جيداً في صياغة القرار، ونأمل أن نتخذ إجراء بشأنه قريباً جداً». كما عبّر روبيو عن قلقه من أن يمتد تأثير أحدث موجات العنف التي ينفذها مستوطنون إسرائيليون في الضفة الغربية المحتلة ليقوّض جهود وقف النار في غزة. من جهة ثانية، كشف مسؤولون أميركيون وإسرائيليون أن الدولة العبرية تسعى إلى إبرام اتفاقية أمنية مع إدارة ترامب، مدتها 20 عاماً، وهو ما يعني مضاعفة مدة الاتفاقية الحالية.وذكر المسؤولون أن إسرائيل تطمح إلى زيادة المساعدات السنوية البالغة 4 مليارات دولار التي تتلقاها من واشنطن، رغم أن ذلك يواجه تحديات سياسية بسبب مواقف معارضة في الولايات المتحدة، خاصة من قاعدة «ميجا» الداعمة لترامب، والرافضة لمبدأ منح المساعدات الخارجية، إضافة إلى معارضي سلوك الدولة العبرية في غزة بالحزبين الديموقراطي والجمهوري.جثة وعربدةميدانياً، أعلنت «حماس»، أمس، أنها ستسلم جثة إسرائيلية جديدة للصليب الأحمر في خان يونس، ليتبقى بذلك 3 جثامين لم يتم تسليمها، فيما واصل جيش الاحتلال خرقه لاتفاق وقف إطلاق النار عبر نسف منازل وشنّ قصف مدفعي بمناطق يسيطر عليها في القطاع.وفي الضفة الغربية، أحرق مستوطنون إسرائيليون متطرفون أجزاء من مسجد في بلدة دير استيا بمحافظة سلفيت، وخطوا شعارات عنصرية باللغة العبرية على جدرانه، وعبارات تتحدى رئيس الأركان الذي دان الاعتداءات الإجرامية، مؤكدا أنها «تجاوزت الخطوط الحمر».ويأتي هذا الاعتداء في ظل تصاعد هجمات المستوطنين ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم في الضفة المحتلة.
Ad