شهد المركز الأمريكاني الثقافي، أمس الأول (الأربعاء)، أمسية موسيقية جميلة بعنوان «القانون يغني: أمسية مع القانون، والفنان أشرف كامل»، بمُصاحبة فرقة موسيقية مكوَّنة من نُخبة من العازفين المحترفين، في حفل جمع بين جمال العزف وروح الإبداع.
وقد امتلأ المسرح بحضورٍ لافت من عشاق الموسيقى الشرقية ومُحبي آلة القانون، الذين تفاعلوا مع الأجواء الطربية التي صنعها كامل على خشبة المسرح، وسط تناغمٍ فريد.
في البداية، قدَّمت الأمسية أنفال عبدالله، قائلة: «إنه الموسم الثلاثون لتلك الدار، التي لا تألو جهداً لتقديم كل ما هو جميل من الفنون المتنوعة، والموسيقى المحلية الخليجية والعربية، لتناسب كل الأذواق. الليلة موعدنا مع آلة القانون، وهي آلة موسيقية وترية، وتُعد من الآلات البارزة، وأكثرها إطراباً للسامعين، لهذا السبب يُعد القانون بمنزلة الدستور لكل الآلات الموسيقية العربية».
برنامج موسيقي
تضمنت الأمسية برنامجاً موسيقياً، قدَّم خلاله كامل مختارات من أبرز الأغاني لكل بلد، مع ظهور علم كل دولة على شاشة المسرح عند بدء فقرتها، الأمر الذي أضفى بُعداً بصرياً على الأمسية.
بدأ البرنامج بالأغنية المغربية «مرسول الحُب»، تلتها الأغنية الجزائرية «يا رايح وين مسافر»، ثم التونسية «لاموني اللي غاروا مني»، فالليبية «وعيوني سهاري». وانتقل بعدها إلى المشرق من خلال الأغنية اللبنانية «راجعين يا هوى»، تلتها السورية «ابعثلي جواب»، ثم البحرينية «عنوا عالبال»، فاليمنية «لو خيروني».
واستمر العرض مع اللون الخليجي، عبر تقديم الأغنية السعودية «مقادير»، ثم الإماراتية «غزيل فله»، وصولاً إلى الأغنية الكويتية «علموك».
واختتمت الأمسية بواحدة من أهم كلاسيكيات الطرب العربي، وهي الأغنية المصرية «الأطلال»، التي شكَّلت ختاماً موسيقياً مميزاً.
جدير بالذكر، أنه شارك الفنان أشرف كامل في الأمسية نُخبة من العازفين، الذين شكَّلوا فرقة موسيقية متكاملة، حيث تولَّى د. عمر جمال العزف على البيانو، وشارك إسلام سادات على آلة الأوكورديون، فيما قدَّم أمين الإيقاعات على الطبلة، إضافة إلى العازف أحمد، الذي أدى دوراً مميزاً على الرق والعود، في تناغمٍ موسيقي أسهم في إبراز جماليات برنامج الأمسية، وإثراء التجربة السمعية للحضور.
أشهر الألحان العربية
وعلى هامش الأمسية، أعرب الفنان كامل عن سعادته بالمشاركة، مؤكداً أن ظهوره في دار الآثار الإسلامية ليس الأول. وأوضح أنه اختار في هذه الأمسية تقديم أشهر الألحان العربية وأبرزها في كل بلد، منتقياً 12 أغنية.
وحول اختياره آلة القانون تحديداً، قال إن الآلة «هي التي اختارته»، لافتاً إلى أن ارتباطه بها بدأ منذ طفولته، إذ إن جده كان أستاذاً للقانون، فيما كان جده الآخر عازف قانون معروفاً، وقد رافق أم كلثوم، ما جعله ينشأ في بيئة موسيقية دفعت به إلى تعلُّم هذه الآلة مبكراً، حتى وصل إلى مرحلة الاحتراف.
تجدر الإشارة إلى أن كامل تعلَّم آلة القانون في طفولته عند عُمر أربع سنوات على يد جده الأستاذ كامل عبدالله، ثم التحق بالمعهد العالي للموسيقى العربية بالقاهرة، وتخرَّج في المعهد عام 1997. شارك بالعزف على القانون في العديد من الفرق الموسيقة، مثل: فرقة أم كلثوم بالمعهد مع المايسترو سامي نصير، والفرقة القومية للموسيقى العربية مع المايسترو سليم سحاب بدار الأوبرا المصرية. كما شارك مع العديد من المطربين بالقاهرة، ثم سافر إلى الكويت سنة 1998، وشارك مع فرقة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب مع المايسترو أحمد حمدان، وعمل كأستاذ لآلة القانون بوزارة التربية بالمرحلة الثانوية إلى الآن.