التمويل العقاري للبنوك، المتمثل في القروض التي ستقدمها البنوك لتمكين الأفراد من شراء أو بناء عقار للمستحقين تحت مظلة المؤسسة العامة للرعاية السكنية، وفق قانون الرهن العقاري الذي يترقبه القطاع المصرفي والمطورون العقاريون والأفراد مستحقو الرعاية السكنية، في طريقه للإقرار قبل نهاية 2025.يحمل ذلك القانون في طياته سلسلة من الحلول المرنة لحل واحدة من اكبر التحديات نتيجة تراكم طلبات الإسكان وسيمثل متنفساً كبيراً لقطاعات عديدة.من جهته يبدو القطاع المصرفي على أهبة الاستعداد للتمويل، حيث يتمتع بملاءة وقوة مالية وسلامة لجميع مؤشراته في أفضل وأقوى حالاتها. جاء القانون، في صيغته المتداولة حالياً، مرناً ويحمي حقوق الأفراد والبنوك الممولة، مع تضمُّنه خيارات تراعي المدة الزمنية التي تصل إلى 25 عاماً، وإمكانية تمديد الآجال إلى 3 سنوات، وفي حالات التعثر يسمح القانون بتمديد الهيكلة لفترة لا تتجاوز 5 سنوات تقريباً، فضلاً عن اشتماله على نوعين من القروض، قروض مدعومة تتحمل الدولة الفائدة أو العائد عليها، وقروض غير مدعومة يتحملها المستفيد.يمثل قانون الرهن والتمويل العقاري حجر زاوية مهماً من أجل بناء نهضة اقتصادية تقبل عليها الكويت، حيث ستُفتح آفاق من الفرص التشغيلية للقطاع الخاص في قطاعات مختلفة بقيادة المطورين العقاريين، فضلاً عن فتح نافذة تمويلية بمخاطر قليلة ومقبولة ومحفزة للقطاع المصرفي، مع ضمان العقار والدولة تسديد العائد والفائدة عن طريق بنك الائتمان. البنوك وشركات التمويلوينتظر القطاع الخاص دوراً رئيسياً ومهماً في التمويل العقاري من خلال توفير خيارات تمويل متنوعة، وتسهيل حصول المواطنين على القروض، والمساهمة في تنمية السوق العقاري وتنويع مصادر التمويل، ويشمل ذلك تقديم منتجات تمويلية متوافقة مع الشريعة، أو تقليدية، كما أنه متاح أمام شركات الاستثمار والتمويل الخاضعة لرقابة البنك المركزي فرصة للمشاركة في تقديم التمويل، بينما سيضطلع المطورون العقاريون بالتنفيذ عبر دور استراتيجي يترقبونه منذ سنوات مما يساهم في تحقيق أهداف وتطلعات المؤسسة العامة للرعاية السكنية وتحقيق نهضة تنموية عمرانية.مهام مختلفة للقطاع الخاص
- توفير خيارات التمويل: المحور الأساسي في نجاح ملف التمويل يعتمد على دور البنوك وشركات التمويل عبر حلول تمويلية متنوعة، مثل المرابحة والقيام بتصكيك وتوريق الديون وبيعها كأدوات استثمارية وفق ما نص عليه وسمح به القانون.
- سيفتح تطبيق القانون فرصا كبيرة محفزة على الاستثمار والتطوير العقاري، حيث سيعمل المطورون العقاريون والمستثمرون على تقديم حلول سكنية مبتكرة، مما يخفف العبء عن الدولة كممول وحيد أو معنية بحل كامل للقضية الإسكانية.
- تعتبر القضية الإسكانية من أبرز وأهم الملفات التي سيكون للقطاع الخاص دور بارز فيها عبر التمويل والتنفيذ، والدولة مشرعة ومراقبة للتنفيذ وتطبيق القانون لذلك كانت هناك قنوات من التنسيق المستمر منذ بداية وضع اللبنات الأولى للقانون، وتعمل الجهات الخاصة بالتعاون مع الجهات الحكومية، خصوصاً أن مثل هذه المشاريع هي مشاريع طويلة الأجل تؤسس لمرحلة مهمة ستستمر، والحكومة لديها رغبة في تسهيل مساهمة القطاع الخاص في إيجاد حلول إسكانية فعالة.
- سيفتح قانون الرهن العقاري المجال أمام القطاع الخاص لتقديم حلول سكنية أكثر استقراراً وتنوعاً وبشكل مؤسسي مستدام من شأنه أن يخفف من الضغط على الدولة كممول وحيد للإسكان، ومن شأنه أن يحفز الاستثمار العقاري المنظم، ويضبط حركة الأسعار بعيداً عن المضاربات، عبر ربط السوق بقدرة المواطنين التمويلية الفعلية.
- سيسهل على المواطنين والشركات تمويل شراء أو تطوير العقارات، وهو ما يزيد من حجم الطلب ويعزز النشاط التشغيلي ويوجه السيولة لفرص وقطاع مهم.
- السيطرة على المضاربات والمبالغات في الأسعار بالقطاع الإسكاني، عبر دخول البنوك على خط التمويل والمطورين تحت إشراف قانون تم إعداده لهذا القطاع سيحفز على دخول أدوات تمويلية جديدة يساعد على ضبط الأسعار، إذ يحد من المضاربات العشوائية ويجعل حركة السوق أكثر ارتباطاً بالقدرة التمويلية الفعلية للأفراد.
- دخول نظام الرهن العقاري وفق إطار قانوني سيشجع المستثمرين المحليين والأجانب على التعاون والشراكة ما يشجع على نجاح الرؤية.
- سيكون أهم محرك عملي وفعلي لكثير من القطاعات، أبرزها البنوك، وشركات التمويل والاستثمار كونها الجهات الممولة الأساسية، إضافة إلى شركات التطوير العقاري ومواد البناء، والبورصة والتأمين.
- سيساعد المواطنين وخاصة الشباب على امتلاك مساكنهم في وقت مبكر بدل الانتظار لعقدين على أقل تقدير.
- تعدد خيارات السكن أمام المواطنين، كونهم لن يكونوا محصورين فقط بخيارات الدولة، بل ستكون لديهم مرونة أكبر للتوجه نحو مشاريع القطاع الخاص بتمويل مناسب.
- يعتبر ثمرة تعاون بين كل الأطراف كما سيخفف العبء والضغط عن المالية العامة للدولة، لا سيما أنه مع دخول الرهن العقاري تتحول الدولة من الممول الوحيد إلى شريك تنظيمي، مما يقلل من الأعباء المالية على الميزانية العامة.
- سيتيح للأفراد إمكان الحصول على تمويل بضمان العقار نفسه، ما يعني تقليل القيود التي كانت تعرقل حركة البيع والشراء.
- تنشيط التداول العقاري: الرهن العقاري يسهل على المواطنين والشركات تمويل شراء أو تطوير العقارات، وهو ما يزيد من حجم الطلب ويضفي سيولة أكبر على السوق.
- إعادة هيكلة الأسعار: دخول أدوات تمويلية جديدة يساعد على ضبط الأسعار، إذ يحد من المضاربات العشوائية ويجعل حركة السوق أكثر ارتباطاً بالقدرة التمويلية الفعلية للأفراد.
- تحفيز الاستثمار العقاري: وجود نظام رهن واضح وإطار قانوني يطمئنان المستثمرين المحليين والأجانب، ما يشجع على الاستثمار في مشاريع التطوير العقاري والإسكان الخاص والتجاري.
- توسيع قاعدة التمويل ومحفظة الائتمان: البنوك ستعمل على منتجات جديدة لتمويل الأفراد بضمان العقار، مما يزيد من محفظتها الائتمانية وكذلك الشركات المنفذة، ما سيجعل فائدتها مزدوجة.
- تنويع مصادر الدخل: مع عوائد الفوائد والرسوم المرتبطة بالرهن، ستشهد البنوك تدفقات مالية إضافية تقلل من اعتمادها على القروض الاستهلاكية التقليدية.
- رفع كفاءة إدارة المخاطر: الرهن يوفر ضمانة قوية للبنوك في حال تعثر المقترض، حيث يمكنها استرداد حقوقها من خلال بيع العقار المرهون.
- قطاع الإنشاءات: زيادة التمويل العقاري تعني طلباً أكبر على مشاريع البناء، وهو ما ينعكس على شركات المقاولات المحلية.
- قطاع مواد البناء: ارتفاع وتيرة المشاريع السكنية والتجارية يرفع الطلب على الأسمنت والحديد والمواد الأخرى.
- قطاع التأمين: مع توسع عمليات الرهن، ستبرز الحاجة إلى تأمين العقارات المرهونة ضد المخاطر، مما يفتح مجالاً جديداً أمام شركات التأمين.
- القطاع الحكومي: سيتحول دوره من مزود رئيسي للسكن إلى منظم للسوق وضامن لحقوق الأطراف، ما يعزز الكفاءة المؤسسية.
- الاستحواذات والتحالفات: إمكانية استفادة شركات عديدة في البورصة من حركة النشاط العقاري عموماً وعودة التحالفات بقوة للواجهة والاستحواذات أيضا، ومساعدة شركات متعثرة في النهوض من مشاكلها المالية.