رفض مقاتلو «حماس» المتحصنون في أنفاق بمنطقة تخضع لسيطرة الجيش الإسرائيلي في رفح جنوب غزة الاستسلام، أمس، فيما أكدت الحركة أنها تضع الوسطاء أمام مسؤولياتهم لإيجاد حل لضمان استمرار وقف إطلاق النار «وعدم تذرع العدو بحجج واهية لخرقه».
وحمّلت «كتائب القسام» الجناح العسكري ل«حماس» في بيان إسرائيل مسؤولية الاشتباك مع المقاتلين «الذين يدافعون عن أنفسهم داخل منطقة خاضعة لسيطرتها، وليعلم العدو أنه لا يوجد في قاموسنا مبدأ الاستسلام، وتسليم النفس للعدو».
وأكدت الالتزام بعملية استخراج الجثث الإسرائيلية رغم أنها «جرت خلال المرحلة الماضية في ظروف معقدة وبالغة الصعوبة»، لافتة إلى أن استخراج ما تبقى من جثث وعددها نحو 4 بحاجة إلى طواقم ومعدات فنية إضافية.
وأمس، سلمت «حماس» جثمان الضابط هدار غولدان، الذي أسر في رفح خلال حرب 2014 الذي كان يعد الأقدم لدى الحركة إلى «الصليب الأحمر».
وجاء تسليم الجثمان الذي أعلنت الحركة العثور عليه تحت الأنقاض بمنطقة يسيطر عليها جيش الاحتلال في رفح بعد أن هددت إسرائيل باستئناف القتال العنيف إذا لم يتم التسليم الذي تأخر عن موعده نحو 24 ساعة بوصف ذلك انتهاكاً صريحاً لاتفاق وقف النار، الذي جاء بوساطة أميركية - مصرية قطرية.
وفي وقت تشكل عقدة حسم مصير مقاتلي الحركة برفح نقطة حساسة قد تفضي إلى تفجر ائتلاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أو تفجير اتفاق وقف النار الذي يتم شهره الأول اليوم، أفيد بأن المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف وصهر الرئيس الأميركي جاريد كوشنر سيجريان زيارة إلى تل أبيب بهدف ايجاد حل وسط.
وبحسب هيئة البث العام الإسرائيلية، سيحاول كوشنر وويتكوف دفع الجهود نحو استكمال تنفيذ خطة الرئيس دونالد ترامب، لإنهاء الحرب وإعادة إعمار القطاع.
وقدّم نتنياهو، طلباً رسمياً إلى المحكمة المركزية في القدس لإلغاء جلسة محاكمته بتهم فساد، التي كانت مقررة اليوم، متذرعاً بانشغاله باجتماعات «سياسية عاجلة ولقاءات مع وفود دبلوماسية».
فضيحة السجون
من جهة ثانية، نقلت طواقم طبية المدعية العامة العسكرية السابقة يفعات تومر يروشالمي، إلى مستشفى في تل أبيب، إثر محاولة انتحار أقدمت عليها غداة وضعها تحت الإقامة الجبرية على ذمة التحقيق ب«فضيحة تسريب سجن سديه تيمان».
وتأتي الحادثة بعد أيام من استقالة يروشالمي من منصبها كأكبر مسؤولة قانونية في جيش الاحتلال، وسط اتهامات بالاحتيال وخيانة الأمانة وإساءة استخدام المنصب وعرقلة العدالة، على خلفية «تسريب فيديو يظهر تعذيباً وحشياً لمعتقل فلسطيني في سجن سديه تيمان» سيئ السمعة.
وأثار الفيديو المُسرَّب جدلاً واسعاً في الأوساط الإسرائيلية، وأعقبته لائحة اتهام بحق 5 جنود احتياط من وحدة الشرطة العسكرية بتهمة الاعتداء والتسبب بإصابات خطيرة.
في السياق، كشف تحقيق استقصائي أجرته «الغارديان» عن وجود عشرات الفلسطينيين من غزة في سجن «راكيفيت» الإسرائيلي تحت الأرض محرومين من الغذاء الكافي والتواصل مع عائلاتهم أو معرفة ما يجري في العالم الخارجي.
وذكر تحقيق الصحيفة البريطانية أن السجن تُشرف عليه مصلحة السجون الإسرائيلية وأعيد فتحه في أعقاب هجوم السابع من أكتوبر.
مصر وقطر
في غضون ذلك، أكد وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني على ثوابت الموقفين المصري والقطري بشأن ضرورة الربط بين الضفة الغربية وغزة لضمان وحدة الأراضي الفلسطينية، وأهمية تولي الفلسطينيين إدارة شؤونهم في إطار الحفاظ على وحدة القرار الفلسطيني.
وحول المشاورات الجارية في نيويورك الخاصة بنشر قوة دعم الاستقرار الدولية بغزة، أكد الوزيران ضرورة تحديد ولايتها وصلاحياتها بما يدعم جهود التعافي المبكر وإعادة الإعمار.