أول العمود: كل يوم نشهد خراب بلد عربي بيد أبنائه كما يحدث في السودان وليبيا، في مقابل ذلك نشهد أيضاً تغلغلاً صهيونياً في بلدان أخرى تحت مسميات وهمية ومنها السلام!!
***
في العنوان غصة، يحمل خيبة أمل تجاه مشروع دولة قام عام 1958... إنها مجلة العربي الشهيرة.
مؤسف أن يغيب صدور أعدادها الورقية ونحن في احتفالية «الكويت عاصمة الثقافة العربية»، رغم الملاحظات الكثيرة التي تناولها أصحاب الفكر والرأي حول مضامين قضاياها ومن تستكتب في السنوات الأخيرة.
أعتقد – وبالمثل – لمطبوعات أخرى دولية ومنها «ناشيونال جيوغرافيك» أن تقترن «العربي» بنموذج تشغيل هجين (ورقي بأعداد محسوبة – إلكتروني – ومرئي عبر قناة تلفزيونية مرتبطة بوسائل التواصل الاجتماعي)، مع إحداث قفزة في مجال استضافة المفكرين، وإنشاء مواد جديدة تعرض لجولات المجلة في المدن المختلفة، ومنح الشباب في العالم العربي فرصة للحديث عن تطلعاتهم التي اختلفت 180 درجة عن زمن بدايات العربي، إضافة إلى تدشين «بودكاست» باسمها يعمل في المحيط الإلكتروني المرئي الذي يملك جمهوراً مختلفاً.
ويعتقد بعض رجالات الفكر أن تأسيس مجلس أمناء للمجلة، وتأسيس نادي أصدقاء العربي، ووضع ميثاق تحرير واضح، وتنويع مصادر للدخل بشراكات اقتصادية، وتطوير الهوية البصرية لها، ومَدها بكوادر مهنية محترفة، وإنشاء مكاتب لها في الخارج كفيلة بإعادة وسمها ب«مشروع دولة» خاصة بعد التنافس المتزايد بين الدول وخاصة الخليجية في المجال الثقافي والحضاري.
«العربي» اليوم مهملة، وهذا الإهمال شكل من أشكال تضييع الفرص، والكويت بلد صغير أحوج ما يكون للقوة الناعمة، ومنها المتاحف التي تردت هي الأخرى، والمطبوعات والقنوات التلفزيونية الفاعلة، ودعم المشاريع الثقافية الخاصة ورعايتها من خلال صندوق تمويل وطني.
لقد كانت هذه المجلة في يوم ما جسر تواصل بين سفرائنا في الخارج وقيادات بعض الدول التي تتواجد «العربي» في أسواقها، وساعدت في بناء علاقات ودية وسياسية ودبلوماسية مفيدة بين أطقم سفاراتنا وتلك القيادات، وهنا نتساءل عما يمكن أن تساهم فيه وزارة الخارجية لدعم الوجه الجديد المرتقب لهذه المجلة الحزينة.