أكد وزير الكهرباء والماء والطاقة المتجددة، د. صبيح المخيزيم، أن قضية الاستدامة وترشيد استخدام الموارد الحيوية تأتي في مقدمة التحديات الراهنة التي تواجه دول مجلس التعاون، لما لها من أثر مباشر على متطلبات الحياة وجودتها في منطقتها الخليجية. 

وقال د. المخيزيم، في كلمته الافتتاحية للمنتدى الخليجي لترشيد الكهرباء والماء، بحضور مختصين خليجيين إن دول مجلس التعاون، بما تمتلكه من موارد وخبرات، أدركت مبكراً أن ترشيد استخدام الكهرباء والماء لم يعُد خياراً ثانوياً، بل أصبح ركيزة من ركائز الأمن المائي والغذائي والطاقي، مبيناً أن الطلب المتزايد على الطاقة الكهربائية والمياه في ظل النمو السكاني والعمراني والصناعي المتسارع يفرض علينا جميعاً أن نعمل بجدية نحو تغيير أنماط الاستهلاك، ونشر ثقافة الترشيد وتبنّي التقنيات الحديثة التي ترفع الكفاءة وتقلل الهدر.

Ad

وأضاف أن هذا المنتدى جاء من «إيماننا الراسخ بأن الترشيد ليس مجرد إجراء تقني أو حملة توعية مؤقتة، بل هو ثقافة مجتمعية وسلوك حضاري يعكس وعي الأفراد والمؤسسات تجاه مسؤولياتهم الوطنية»، مشدداً على أن إدارة الموارد الكهربائية والمائية بكفاءة تمثّل التزاماً تجاه الأجيال القادمة وضماناً لاستمرار التنمية والازدهار في دولنا الخليجية. 

ولفت إلى أن الوزارة تعمل على دمج مفاهيم كفاءة الطاقة في جميع مراحل التخطيط والتشغيل، وتوسيع الاعتماد على الطاقة المتجددة في مشاريعها المستقبلية، بما ينسجم مع رؤية الكويت 2035، ومع التوجه الخليجي نحو الاقتصاد الأخضر وخفض الانبعاثات الكربونية وتحقيق الحياد الكربوني. 

وأوضح أن التجارب الخليجية في مجال الترشيد والكفاءة تشكل اليوم منظومة خبرات متكاملة تستحق التوثيق والتبادل، بدءاً من برنامج العدادات الذكية وأنظمة المراقبة الحديثة، مروراً بالمباني الخضراء ومعايير الأجهزة الموفرة للطاقة، ووصولاً إلى التوعية المجتمعية والسلوك الاستهلاكي المسؤول. 

وقال د. المخيزيم «إن مسؤوليتنا جميعاً لا تتوقف عند حدود إدارة الموارد، بل تمتد إلى ترسيخ قيم المحافظة على النعمة وترشيدها في وجدان الأجيال القادمة، فالماء والكهرباء نعمتان عظيمتان تستوجبان الاستخدام الأمثل والترشيد»، مضيفاً أن هذا المنتدى يشكّل رسالة توعية جماعية للعالم مفادها بأن الإنسان الخليجي شريك في التنمية ومسؤول عن استدامتها، وأن الوعي البيئي والسلوكي جزء لا يتجزأ من ثقافتنا وهويتنا الخليجية. 

جائزة التميز الخليجي

بدورها، قالت القائمة بأعمال المدير التنفيذي لمركز أبحاث الطاقة والبناء في معهد الكويت للأبحاث العلمية، د. فتوح الرقم، إن جائزة التميز الخليجي في كفاءة الطاقة تُعد إحدى المبادرات الرائدة لدول «التعاون»، التي تهدف إلى الدعوة لتشجيع الممارسات المتميزة في ترشيد استهلاك الطاقة والمياه وتحسين كفاءتهما. 

وأضافت د. الرقم، خلال المنتدى، أن هذه الجائزة شارك في تحقيقها 8 أعضاء يمثلون دول مجلس التعاون، وتهدف إلى تعزيز التنافس الإيجابي بين دول الخليج وتحفيز الأفراد والمؤسسات على رفع الكفاءة ونشر الوعي المجتمعي بأهمية الترشيد.

ولفتت إلى أن الجائزة شملت «المباني الخضراء، و‏التطبيقات والمؤثرين في وسائل التواصل في مجال ترشيد الاستهلاك»، لتكون منصة لتكريم الجهود البارزة في هذه المجالات مشاركة من مختلف دول «التعاون».

الفائزون بجائزة التميز في كفاءة الطاقة 

أعلن المنتدى خلال الافتتاح الفائزين بجائزة التميز الخليجي في كفاءة الطاقة للعام الحالي، وجاء الفائزون كالتالي: 

- أفضل مبنى تجاري فاز به مبنى الاتحاد للكهرباء والماء التابع لدولة الإمارات، ومبنى الشركة السعودية للكهرباء. 

- أفضل مبنى تعليمي حصلت عليه حديقة «الكهرماء» من دولة قطر، وفئة المباني الأخرى فاز بها مبنى مسجد العثمان بدولة الكويت. 

- أفضل مؤثر خليجي في مجال الترشيد، وحصل على الجائزة عبدالعزيز فيصل من دولة الكويت. 

- أفضل تطبيق إلكتروني، تطبيق «إنرجي إكس» من أبوظبي. 

- أفضل مبنى مالي حصل على تلك الجائزة، المبنى الرئيسي لبنك الكويت الوطني.

«زين»: رعاية المنتدى دعماً للمبادرات 

أعلنت «زين الكويت» رعايتها للمنتدى الخليجي لترشيد الكهرباء والماء 2025. وقد شارك في الافتتاح الرئيس التنفيذي للعلاقات والشؤون المؤسسية وليد الخشتي، ومدير إدارة العلاقات المؤسسية حمد المصيبيح. 

وتعكس رعاية «زين» لهذا الحدث التزامها بدعم المبادرات الوطنية والإقليمية الهادفة إلى تخفيض البصمة الكربونية وتعزيز كفاءة الطاقة، حيث تؤكد هذه المشاركة التزامها بأهداف التنمية المستدامة، وتعزيز الجهود للوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050، إضافة إلى تعزيز الشراكات مع الجهات الحكومية في مسيرة التحول الرقمي المستدام.

ويأتي حضور «زين» امتداداً لدورها كشريك استراتيجي لوزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة في نشر التقنيات التي ترفع كفاءة إدارة الموارد، إذ شكل مشروع العدادات الذكية، الذي انطلق بالتعاون بين زين والوزارة في عام 2017، محطة رئيسية في تطوير البنية التحتية للطاقة بالكويت، وفتح الباب لتبني المزيد من الحلول الذكية والمستدامة.

وتؤكد «زين» أن رعايتها للمنتدى الخليجي لترشيد الكهرباء والماء تجسد رؤيتها في توظيف الابتكار التكنولوجي لخدمة الأهداف البيئية والتنموية، وتعزيز ثقافة الاستخدام الرشيد للمياه والكهرباء لدى مختلف شرائح المجتمع، بما يرسخ منظومة مستدامة على مستوى الكويت ودول مجلس التعاون.