أعربت القائمة بأعمال سفارة كوريا لدى البلاد، كيم هيجين، عن تقدير بلادها لموقف الكويت الثابت في اتباع نهج الاعتدال ومساهماتها الإنسانية الواسعة في المنطقة.

وفي كلمة ألقتها مساء اليوم، خلال الاحتفال بيوم التأسيس الوطني ويوم القوات العسكرية لكوريا، بحضور وزير الدولة لشؤون البلدية وزير الدولة لشؤون الإسكان عبداللطيف المشاري، وممثل وزارة الدفاع، آمر سلاح الدفاع الجوي العميد الركن فراس القطان، وعدد من كبار الشخصيات والدبلوماسيين، قالت هيجين إن «الاحتفال باليوم الوطني لكوريا هو مناسبة تعكس عمق أواصر التضامن والصداقة العريقة والطويلة الأمد التي تربط بلدينا».

Ad

وأضافت: «وقفت كوريا والكويت جنباً إلى جنب في مواجهة المتغيرات والتحديات، وعندما عاشت الكويت أحلك لحظاتها عام 1990، وقفت كوريا الى جانبها كصديق مخلص، وقدمت لها المساعدات المالية، وأرسلت وحدات طبية وجوية لدعم للشعب الكويتي، ومع مرور السنين، نجحنا في تعميق وترسيخ التعاون بيننا على أساس الثقة المتبادلة والاحترام، ولدينا رؤية مشتركة نحو تحقيق مزيد من التطور والنماء». 

وتابعت كيم: «وفي ظل عالم يواجه اليوم تحديات جديدة وتغيّرات متسارعة بفعل التطورات التكنولوجية والانقسامات الجيوسياسية، أصبحت هناك حاجة ملحّة إلى دبلوماسية واقعية ومرنة أكثر من أي وقت مضى».

وأشارت إلى أن «مسيرة كوريا تميّزت بالصمود والابتكار، ونهضت من أكوام الرماد بعد الحرب، لتساهم اليوم بقوة في تعزيز السلام والتنمية والتكنولوجيا، وكذلك الكويت، تعرف جيداً آلام الحرب وصعوبات إعادة البناء، وقد تمكّن بلدانا من تحويل الصعوبات إلى فرص والخسائر الى فوز والأمنيات الى واقع وتطور ملموس». 

وأضافت: «يُذكّرنا تاريخنا المشترك في التعافي بأن القوة الحقيقية لا تكمن فقط في الرخاء الازدهار، بل في روح الشعوب التي لا تعرف الاستسلام».

وقالت: «اختُتمت قبل أيام اجتماعات منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ بنجاح في مدينة غيونغجو التاريخية. ويعكس فحوى هذا الاجتماع جوهر رؤية الكويت 2035، إذ يؤكد بلدانا التزامهما العميق بتسخير إمكانات الابتكار والتواصل لبناء مستقبل مشترك ومتميز محوره الإنسان».

وتابعت: «وبعيداً عن الحكومات والمؤسسات، فإن ما يوحّدنا حقاً هو شعوبنا. وهنا في الكويت، نلمس ونقدّر بعمق تزايد الإعجاب بالثقافة الكورية وجوانبها المختلفة، مثل اللغة والطعام والسينما والموسيقى، وذكر لنا الأصدقاء الكويتيون أنهم يدركون وجود أوجه تشابه عدة عند مشاهدتهم المسلسلات الكورية، مثل الترابط العائلي والرقيّ الأدبي في التعامل وتكاتف المجتمع، وربما لهذا السبب تبدو تبادلاتنا طبيعية وصادقة. إنه لشرف أن أعمل في بلدٍ يسوده هذا القدر من الصداقة الحقيقية». 

وقالت: «ستواصل كوريا والكويت في المستقبل التعلم من بعضهما البعض، ومن تمكين الجيل القادم، وتعزيز روح الابتكار والتقارب بينهما، إن الجسر الذي نبنيه ليس جسراً نحو التنمية والتطور فحسب، بل جسر مودة وآمال مشتركة، يربط بين إنجازات الماضي وتطلعات الغد».